لم يكن يعلم الحاج محمد عبدربه بن فايز مصباح الداية من قطاع غزة أحد ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن حياته ستتغير كل هذا التغير بوصوله للأراضي المقدسة، رغم أنه فقد 24 شخصا من عائلته، من بينهم 12 طفلا، خلال سقوط منزلهم المكون من أربعة طوابق، بعد قذفه بصاروخ من طائرة F16 الإسرائيلية. ويتذكر الحادثة ويقول: لم نكن نفكر بالخروج من المنزل مع أن الحرب شدت أوزارها، ولم نكن نتوقع أن يتم قصف المواقع المدنية بهذh الشكل وبطائرات حربية، لقد أفقدني الطغيان الاسرائيلي عائلتي بالكامل من مختلف الأعمار من عمر الجنين بين أحشاء أمه إلى الشيخ الكبير. عاش محمد عبدربه الناجي الوحيد لحظات مريرة بعد أن استقر صاروخ ال(F16) وسط منزلهم، وهو بين حطام المنزل يبحث عن بارقة أمل في انتشال أحد الناجين من عائلته، وقال: كنت قريبا جدا من الاستشهاد ولكن قدرة وقضاء الله فوق كل شيء، حيث كنت عائدا من المسجد إلى المنزل في تمام الساعه (6:20)، فتنبهت إلى زيادة القصف المتعمد من طائرات العدوان الاسرائيلي على المواقع المدنية، وهممت بالوصول الى المنزل في أسرع وقت، وعند الباب وجدت والدى رحمه الله وقد خرج ليطلع على الأمر، وهنا سقط صاروخ بالقرب من المنزل، فدار بيننا حديث حول إمكانية الخروج من المنزل، وأثناء ذلك قذفنا بصاروخ آخر من ال(F16)، وقد ابتعدت عن والدي والمنزل بضعة أمتار لأستطلع الأمر لأعود مهرولا، لأستدعي والدي، لأجد المكان تحول إلى حطام في لحظة واحدة. وأوضح أنه عثر على جثث أهله أشلاء مترامية، بعد استخدام المعدات الثقيلة، حيث عثر بعد ثلاثة أيام من البحث على رؤوس 4 أصابع من زوجته وفيها دبلة عليها الحرف الأول من اسمه واسمها، فيما عثر على جثة أخته وفي يديها قرآنها الذي كانت تقرأه وقت القصف، لتدفن الأشلاء في موقع واحد. وبين أنه ليلة القصف استغرب جرأة زوجته على توزيع حصتهم من الخبز على الجيران، رغم شح الخبز في ظل الحرب، وقال: لم أعلم أنه ليس لها حصة في الدنيا وليس في الخبز فقط.