قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي: منذ فترة طويلة وكل الأجهزة الرسمية المعنية بالحج والجهات الأخرى التي لها علاقة بالحجاج وبعثات الحج والجهات المعنية عنها في تلك الدول تؤكد على أهمية الانضباط والتقيد بالأنظمة والابتعاد عن الزحام، والرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج من عرفة متجها إلى مزدلفة كان يكرر على صحابته ويؤكد عليهم بضرورة السكينة، فالحج عبادة وينبغي للإنسان نفسه ليحقق راحة ضميره أن يكون مرتبطا بربه، فالزحام والتدافع مظهر يتعارض مع حقائق الإسلام وتوجيهاته، ففي السابق لما كان هناك العطف والرحمة وحرص كل حاج على أخيه ورحمته به لم نكن نرى هذه المشاهد، أما أن يحصل تزاحم وكل يدفع الآخر فهذا خطير جدا. وأضاف «نحن في رابطة العالم الإسلامي نؤكد في مختلف المناسبات أهمية أن يكون الحاج مثقفا، فنحن نرى بعض الحجاج من ماليزيا واندونيسيا وبعض الدول الأخرى لديهم دقة واهتمام بالنظافة والنظام وعدم الإساءة للآخرين، بينما بعض الجهات الأخرى لا تهتم بهذا كله للأسف، فالمسؤولية كبيرة على تلك الدول التي يأتي منها الحجاج وعليهم واجب الإرشاد والتوجيه لهم من مختلف الجهات، لا بد من تثقيف الحاج برسالة الحج وأنه عبادة لله قال تعالى: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)، فإذا كان الجدال في الحج ممنوعا فكيف بالتدافع، والأجهزة المختصة في المملكة حريصة على راحة الحجاج واستقرارهم لكن حينما يأتي التدافع من الحجاج أنفسهم هنا تكمن المشكلة». وبالنسبة لمن يضعون اللوم على الأجهزة المعنية في المملكة وينتقصون من الجهود قال التركي: هؤلاء يريدون الإساءة للمملكة ومعروفة توجهاتهم وكلها لا قيمة ولا أثر لها، لأن الواقع الذي يعيشه الحجاج خلاف هذا كله، والواقع يعكس الاهتمام بالنظام والنظافة وتوفير الوسائل المناسبة لأداء فريضة الحج، فمنشأة الجمرات أصبحت متعددة الأدوار ويوجد بها العديد من الخدمات في الأعلى والأسفل ومرتبة بترتيب متميز وهذا نفسه أيضا في المطاف والمسعى والطرقات المؤدية إلى المسجد الحرام والمشاعر المقدسة فالواقع يرد عليهم تماما ونحن نأسف كثيرا أن يستغل هذا من ينتسب للإسلام وهي أمور تحدث بقضاء الله وقدره لكن كما ذكرنا أن من أسبابها الحقيقية الازدحام وسوء التصرف، فلا قيمة ولا اعتبار لهم وكتاباتهم، نحن يهمنا أن تكون مستويات خدمة الحجاج متميزة وتسهم في الاهتمام براحتهم والمشاركين معهم، هذا المهم بالنسبة لنا. وعن دور الرابطة في توعية الدول التي يأتي منها الحجاج، قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: الرابطة من خلال جهودها المتعددة في مراكزها في كل مكان في العالم وعبر علاقاتها مع الجمعيات والمؤسسات المختلفة تركز على هذه القضايا وفي كل ندوة مؤتمر تركز على ذلك وضيوف الرابطة الذين يحضرون إلى مناسباتها يحملون للحجاج الرسائل ويركزون على مثل هذه القضايا ولدينا بعض الدراسات في المستقبل للتعاون مع الدول التي يأتي منها الحجاج سواء من الدول المحتاجة أو التي بها أقليات من أجل التعاون مع الجهات المختصة لديهم بهدف تزويدهم ببعض المعلومات الضرورية لحماية الحجاج من مثل هذه المشكلات.