شدد علماء ومفتون على أهمية التزام الحجاج بالأنظمة والتعليمات التي تنظم شؤون الحج التي يقصد منها التيسير على الحجيج وخلق جو من الطمأنينة والراحة بين صفوفهم. وأكدوا في استطلاع أجرته معهم «عكاظ» أن المملكة لم تدخر وسعا ولم تأل جهدا في تسخير كل الإمكانات والخدمات لراحة ضيوف الرحمن، وأن من يقول غير هذا فهو جاحد وحاقد ويقول خلاف الحقيقة، مبينين أن الواقع يشهد بما تقدمه المملكة من خدمات منقطعة النظير أصبحت مثارا لإعجاب العالم كله. أمر مقدر وأوضح أمين مجمع الفقه الإسلامي في الهند الشيخ بدر القاسمي أن ما حصل أمر مؤلم وهو نتيجة التدافع والازدحام، وهو أمر مقدر لكن الإنسان مكلف باتخاذ الأسباب، مشيرا إلى أن التدافع يحصل بسبب الاستعجال، وأن الله تعالى وضع في أحكام الشريعة اليسر فليس هناك داع أن يستعجل الحاج لمجرد أنه يريد الانتهاء من المناسك. وأضاف، جهود المملكة واضحة، هناك نظام متقن على مداخل الجسور ومخارجها وتنظيم رائع ودقيق، لكن نصيحتي لإخواني الحجاج ألا يتزاحموا وعلى كل منهم أن يعتبر الحفاظ على أمن الحج وراحتهم مسؤوليته، أما التدافع لا ينبغي، علينا مراعاة راحة الآخرين وخصوصا كبار السن والأطفال والنساء، وينبغي أن تكون هناك روح إخاء وإنسانية بين المسلمين، المملكة ما قصرت أبدا ولدي مشاهدات سابقة ولاحقة في هذا الجانب من الناحية التنظيمية، هي تحاول أن تكون الأفضل ونحن نذكر الجهود والجوانب هذه في بلادنا، المملكة تحاول دائما تفادي مثل هذه الحوادث لكن المشكلة دائما كما ذكرنا تكمن في الازدحام. الحذر من التدافع أما مفتي لبنان السابق الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، فقال: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن قدر الله وما شاء فعل، ينبغي للإنسان أن يأخذ حذره في أي قضية فعليه ألا يسارع للرجم ثم يعود إلى مكان إقامته ليرتاح، هناك ملايين الحجاج يأتون دفعة واحدة ويسقطون إذا كان تفكير الكل كهذا التفكير، النهار طويل والوقت فيه متسع وينبغي للحاج أن يتأنى ولا يتعجل. وبين أن الله تعالى قال: (يا أيها الذين آمنو خذوا حذركم)، وهذا يشمل كل شيء، وأقدم شكري للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين على هذه الخدمات الجليلة والاستعدادات المثلى لراحة ضيوف الرحمن، الحادثة لا علاقة لها مطلقا بتنظيم وإدارة الحج كما يدعي البعض ممن تكلموا بحقد وكراهية، هم ما أرادوا إلا اقتناص الفرصة لانتقاد المملكة وبث سموم كراهيتهم ضدها، وما حصل كذلك في سقوط الرافعة في المسجد الحرام يدخل ضمن هذا الإطار، وأقولها باختصار: إن ما تقدمه المملكة لخدمة ضيوف الرحمن لن تستطيع دول أن تقوم به مجتمعة، المملكة تقوم بأفضل ما يكون ليس لراحة الحجاج فحسب بل لراحة الشعب السعودي أيضا والمسلمين في كل مكان وهذا ما حدث هو قضاء وقدر وإن كان السبب الظاهر تدافع الحجاج الذين كان ينبغي عليهم أن يتأنوا ولا يستعجلوا، وكما قال تعالى (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت). تفادي الزحام من جهته قال مفتي موريتانيا الشيخ أحمد ولد المرابط: أنصح الحجاج بعدم الاكتظاظ والاندفاع وتفادي الأماكن المزدحمة وعليهم الانتظار وعدم الاستعجال، فربما يحصل سقوط من الحجاج فتحصل كارثة وهذا يشمل حجاج هذا العام والذين سيأتون بعد ذلك، وعلينا تكثيف جانب التوعية والتوجيه للحجاج من كل دولة يقدمون منها، وعليهم توكيل مرافقين لهم لتوعيتهم حتى لا يقع ما حصل مرة أخرى. وأضاف، إن المملكة سخرت مطلق الإمكانيات وفعلت شيئا لم يكن في الحسبان، كل عمل الدولة الآن مسخر لخدمة الحجاج.. نرجو من الله أن يوفق هؤلاء للاستجابة لهذا الجهد الكبير، فالمملكة أفرغت جهودها لخدمة الحجيج وأسأل الله أن يتقبل أعمالها عنده سبحانه. وقال: أما الذين يقولون إن المملكة تهاونت في أمن الحجيج، فأقول لهم كما قال الله تعالى (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) فالقاصي والداني والغائب والحاضر يدلون بشهادتهم بأن المملكة سخرت كل إمكاناتها ولم تقصر، لكن أول الأمر أن الأعداد هائلة جدا ثم إن هؤلاء أكثرهم لا يسمعون للتوجيهات ومن ينسب التقصير للمملكة كاذب وظالم.