اعتبر عدد من الخبراء في شؤون النفط، الخطط العملية الجديدة التي تبنتها شركة أرامكو السعودية، للسير عليها خلال الفترة المقبلة، دليل تميز الشركة منذ نشأتها، وحرصها على مواصلة التطور عاما بعد عام، حفاظا على المكانة البارزة التي احتلتها بفضل من الله وبفضل قدرتها على تنفيذ الخطط بدقة وشفافية. وأكدوا أن ما يميز خطط أرامكو أنها ترتكز على أن تكون شركة متكاملة ولا تكتفي وتقتصر على آلية عمل واحدة فقط، وهي تكرير النفط بل تجاوزت ذلك بكثير، وقد بدأت منذ فترة بتطبيق ذلك عمليا على أرض الواقع وهذا مفيد جدا للاقتصاد السعودي لتنويع مصادر الدخل العامة. مبادرات غير النفط وقال الدكتور إحسان أبو حليقة عضو مجلس الشورى السابق والخبير الاقتصادي المعروف ل «عكاظ» إن شركة أرامكو السعودية خطت لنفسها خطوة كبيرة للمستقبل القادم ترتكز على أن تصبح شركة عالمية متكاملة ولا تكتفي أو تقتصر على النفط وتكريره بل الانتقال لعوالم اخرى من العمل الاقتصادي بما في ذلك قطاع البتروكيماويات وهي بدأت في ذلك ولديها مبادرات مهمة في ذلك وليس الأمر مجرد أمنية أو حلم بل أصبح واقعا ملموسا على أرض الواقع، وطبقت ذلك من خلال مشروعها في رابغ بالاضافة إلى تعاوناتها مع الشركات العالمية المتخصصة فهي بدأت في هذا الطريق بحماس وعزيمة قوية، وأعتقد أن هذه المجهودات الكبيرة من شركة ارامكو السعودية سوف تساهم في تنمية الشركة وكذلك تساهم في تنويع مصادر الدخل وتحقق عوائد جيدة بعيدا عن النفط. وأضاف: أعتقد أن أرامكو تسير في ذلك وهي بهذا تساهم بشكل إيجابي في تنمية الاقتصاد السعودي وتنويع مصادره أيضا وفوائد كثيرة للاقتصاد. تنوع الأعمال فيما قال الدكتور عبدالوهاب القحطاني أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بأن شركة أرامكو السعودية من الشركات الرائدة على مستوى العالم في قطاع البترول وقد عملت خلال الفترة الماضية على إعداد نفسها بشكل جيد من خلال تنويع أعمالها، مشيرا إلى ان الاكتشافات الأخيرة لعدد من الحقول النفطية الجديدة من المؤكد انها تعزز مكانتها التنافسية بين الشركات المتخصصة، كما تؤكد أيضا أن الشركة تعمل في كل الاتجاهات وهذا امر مطلوب من شركة عملاقة مثل شركة أرامكو السعودية التي تساهم بشكل كبير في التنمية الشاملة للاقتصاد السعودي وحتى الاقتصاد العالمي حيث تعتبر الموثوقية العلمية في الشركة مرتفعة جدا ومن أفضل الشركات في هذا الجانب. تعزيز أمن الطاقة وأكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أن الشركة أسهمت في تعزيز أمن الطاقة العالمي، وساعدت في دعم الاستقرار الاقتصادي في العالم إلى جانب إسهامها المعهود في ازدهار التنمية المحلية وتحقيق رفاهية مواطني المملكة. وقال في كلمة له في التقرير السنوي الاخير الذي صدر عن شركة أرامكو السعودية، إنه خلال الأرباع الثلاثة من العام حافظ إنتاج المملكة من النفط على قوته كما هي الحال مع أسعار النفط الخام العالمية، وعندما بدأت الأسعار بالتقلب خلال الربع الأخير من هذا العام، كان الوضع المالي القوي للمملكة وطاقتها الإنتاجية الرائدة في العالم وتوقعاتها المتأنية بعيدة المدى مصدر ثقة لمستهلكي الطاقة ومنتجيها على السواء. وأضاف إن أرامكو السعودية لعبت دورا محوريا في مساندة الاستراتيجية الوطنية لكفاءة محوري استهلاك الطاقة من خلال دعم ترشيد استهلاك الطاقة واستكشاف مواردها البديلة والمتجددة لتنويع مزيج الطاقة في المملكة، كما شهدت برامج التنقيب عن الغاز التقليدي وغير التقليدي وإنتاجه تقدما كبيرا خلال عام 2014م وهو أمر بالغ الأهمية بالنظر إلى الدور المحوري المتنامي للغاز في توفير الطاقة النظيفة لسد احتياجات المملكة وتوفير اللقيم اللازم لإنتاج منتجات ذات قيمة مضافة تساعد في تنويع الاقتصاد الوطني، وقد برهنت أرامكو السعودية مرة أخرى على ريادتها في استكشاف واستخلاص المزيد من القيمة من مواردنا الهيدروكربونية. وبين الوزير أن الباحثين في أرامكو يعكفون حاليا على إيجاد طرق جديدة تجعل الوصول إلى النفط أكثر سهولة وتجعله أكثر استدامة وفائدة، فيما تسهم الاستثمارات الاستراتيجية في شركات جديدة، تملك تقنيات مبتكرة في مجال الطاقة حول العالم، في دفع عجلة تطوير قطاع خدمات الطاقة في المملكة، وعلى نطاق أوسع، تدعم برامج الشركة أصحاب المبادرات من السعوديين الذين يوفرون وظائف في مجموعة واسعة من الأعمال، فيما تساعد شباب المملكة على ممارسة التخصصات الضرورية وإجادتها والمنافسة بشكل أفضل في مجال اقتصاد المعرفة على مستوى عال.