رفض العلامة محمد علي الحسيني الأمين العام الحالي للمجلس الإسلامي العربي في لبنان في تصريح ل «عكاظ» أية محاولات لإقحام العبارات والشعارات السياسية في الحج، مؤكدا أن شعيرة الحج تتميز بكونها ركنا مهما من الأركان الأساسية التي بني عليها الإسلام، وهي من الشعائر العبادية التي يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل. وأضاف: لقد أكد عليها الرسول عليه الصلاة والسلام في أحاديثه الشريفة وورد ذكرها في القرآن الكريم، وتتجلى أهمية شعيرة الحج بالإضافة إلى مضمونها العبادي البحت الذي له فوائده الروحية العميقة في تصفية وتنقية أغوار الإنسان، بأنها تساعد على وحدة المسلمين وضمان تكاتفهم وتآزرهم وتآلفهم ونبذ الخلافات وكل أشكال التنافر والتباعد والخصومة وبنفس الوقت تسوي بينهم فلا فرق بين أبيض وأسود وأصفر ولا عربي ولا أعجمي ولا فقير ولا غني. وأشار الحسيني إلى أن الحج، بمثابة محطة روحية لكل الأمة الإسلامية وواحدة من أبرز مظاهر العزة والتلاحم والتقرب إلى الله حيث إن المسلم (من أي بلد أو عرق كان)، يشعر بالطمأنينة والألفة والسعادة الروحية القصوى وهو يجد إلى جانبه ذلك الحشد والجمع الهائل القادم من مختلف بلدان العالم الإسلامي والذي يحوي بين صفوفه مختلف الأعراق الإنسانية. وقال إن مناسك الحج وكما ورد في الشرع الإسلامي عبر ركنيه الأساسيين (القرآن والسنة النبوية) وطبقا لما ذكرته أمهات الكتب والمصادر الإسلامية وما عليه إجماع العلماء، لم تكن سوى شعيرة عبادية ذات بعد روحي خالص وليست فيها أية شائبة أو رواسب أو مخلفات أخرى، ومن هنا فإن من واجب كل مسلم أن ينهى عن أي مظهر سلبي من تلك المظاهر التي هدفها الإضرار أو النيل من شعيرة الحج. وحذر بشدة من أي عمل أو تحرك سياسي مشكوك أو مشبوه من شأنه الإخلال بمناسك الحج وحرفها عن مقاصدها وغاياتها الشرعية الأساسية ولاسيما من حيث بدعة تسييسها وجعلها سوقا أو دكانا لعرض شعارات أو مناهج سياسية محددة أو منصة للمواقف السياسية، وندعو إخواننا الحجاج من مختلف بلدان العالم إلى الانتباه الى ذلك والتعاون المثمر والبناء مع السلطات المكلفة بتيسير وتمشية أمور الحج في المملكة العربية السعودية ضمانا لعدم تحريف الحج أولا «وهو واجب شرعي» وعدم الإضرار بأمن وسلامة الحجيج ثانيا، وأننا واثقون من أن إخواننا الحجاج لن يسمحوا أبدا بظهور أو تفشي أية مشكلة بمقدورها التأثير على مناسك الحج.