النجاحات الكبيرة التي تحققها قوات أمن الحج في إدارة الحشود في المشاعر المقدسة حدث سنوي تتجه الأنظار صوبه في كل عام، للاستفادة من التجربة التي تنفذ بدقة لتأمين تحركات الحجاج أمنيا وتنظيميا وإنسانيا. هذا الحدث المهيب الذي يتم في منطقة محدودة يتحرك فيه قرابة ثلاثة ملايين حاج من مختلف الدول وباختلاف لغاتهم وثقافاتهم، تستنفر فيه سنويا جميع الطاقات والإمكانات البشرية والآلية والمادية منذ لحظة الوصول وحتى المغادرة، ويتضاعف الجهد والعدد والعتاد في المشاعر المقدسة لإدارة تحركات الحشود بين تحديات المكان والزمان وبين خبرات اكتسبها أبناء المملكة الذين يحرصون على خدمة وراحة ضيوف الرحمن وسط ما وفرته القيادة الرشيدة من خدمات وإمكانيات ومشاريع عملاقة سخرتها للتيسير على حجاج بيت الله الحرام لأداء النسك بكل راحة واطمئنان. ولا شك أن الخبرات المكتسبة سنويا في إدارة الحشود البشرية في المشاعر المقدسة وتنقلاتهم إلى المسجد الحرام والمنطقة المركزية هو نتاج تجربة تراكمية في مواسم الحج إلى جانب البرامج التدريبية والخطط العملية والدراسات والأبحاث العلمية والميدانية التي تتم على مدار العام لتحليل الدروس المستفادة من كل موسم والشروع في تطبيق الآليات الجديدة. هذا التميز الفريد يعكس قدرة رجال الأمن وتميزهم في الأداء والتنسيق مع كافة الجهات المشاركة في أعمال الحج لتنفيذ خطط تحركات الحشود البشرية والمركبات والتفويج والتصعيد في مراحل متزامنة ومتتالية وهذا يتطلب تعاون الجميع من مؤسسات وبعثات الحجاج بضرورة الالتزام بالأنظمة والتعليمات والإرشادات لتحقيق الأهداف التي وضعت من أجل سلامتهم وراحتهم.