عادت الحياة إلى جنبات المشاعر المقدسة من جديد، بعد أن تحولت إلى ما يشبه خلية النحل، حيث انتشر المئات من عمال الصيانة لإنجاز الأعمال وتجهيز المواقع للجهات المشاركة في موسم الحج، وتجهيز المخيمات، استعدادا لاستقبال الحجاج بعد 216 ساعة من اليوم، وقد تغير مظهر مشعر منى أمس خلافا على عادتها طوال العام، حيث بدأت تتجمل وتتوشح بالبياض الناصع لاستقبال ضيوفها الحجاج. ورصدت «عكاظ» تسابق الجهات المعنية الخدمية لتجهيز منى وعرفات، ويتواصل العمل على مدار الساعة رغم ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام. عدسة «عكاظ» رصدت مئات المعدات تجوب منى وعرفات محملة بأجهزة التكييف وثلاجات المياه المبردة والفرش وغير ذلك من الاستعدادات، وعشرات الحافلات وهي تجوب المشاعر في رحلات سياحية لكي يتعرف الحجاج على المشاعر المقدسة قبل يوم التروية. من جهتها، أخذت قيادة قوات أمن الحج مواقعها في المشاعر المقدسة وعملت على تهيئة المراكز الأمنية وتسليمها للقيادات، كالمراكز المرورية والأمنية لأمن قوات الطوارئ الخاصة والدفاع المدني، بينما لا زال قطار المشاعر يجري تمريناته اليومية متنقلا بين عرفات ومنى ومزدلفة للتأكد من جاهزيتها، فيما ينتشر عمال الشركة المشغلة للقطار داخل المحطات التسع لتأهيلها للعمل أثناء موسم الحج. وكشف سعد جميل القرشي صاحب شركة لحجاج الداخل، أن ما تنفقه شركات حجاج الداخل على أعمال تجهيز مخيمات الحجاج في منى بالأعمال الجبسية والديكورات وتوفير كافة الاشتراطات يفوق 90 مليون ريال، مشيرا إلى ارتفاع وتيرة العمل في سباق مع الزمن لتجهيز منى لاستقبال الحجاج، حيث انتشر عمال شركات الصيانة التابعة للجهات الحكومية، وشركات ومؤسسات حجاج الداخل لتجهيز مخيماتهم، فيما ارتفعت أصوات الرافعات تجوب المشاعر تمهيدا لإعادة مخيمات ومرافق منى لسابق عهدها، وتجهيزها لاستقبال ضيوف الرحمن.