انطلقت التجهيزات الأولية لاستقبال ضيوف الرحمن قبل حلول أيام الحج على قدم وساق، فلم يعد لليل هنا مكان، إذ تحول سكونها إلى حراك، ظلام يجلوه الضياء، وأصبحت أصوات الآليات ومعدات العمل سمة المكان، فيما تسير حركة التجهيزات الأولية بنبض سريع بعد أن كان مشعر منى يخلو منها طيلة عام كامل، حيث بدأت الحياة تدب من جديد في المشاعر المقدسة بعد أن غادرها الحجاج في موسم حج العام الماضي، ومع سرعة الحركة وسباق الشركات مع الزمن إلا أن الكثير من المخيمات لاتزال غير مكتملة على أرض الواقع حتى الآن، بينما هناك مخيمات أخرى تجري عمليات التعديل والتأهيل فيها من جديد. ورصدت «عكاظ» في جولة ميدانية على المشاعر المقدسة أمس آخر الاستعدادات قبل انطلاق موسم الحج ب360 ساعة هو الوقت المتبقي لوقوف حجاج بيت الله الحرام في مشعر منى، حيث لوحظ العشرات من الشاحنات والمعدات الثقيلة والخفيفة بجانب أعداد بشرية للعمالة في سباق مع الوقت لانتهاء كافة الاستعدادات في مشعر منى، كما أن العمل في الشركات والجهات المعنية بخدمة الحجاج يمتد على مدار ال24 ساعة. وشكا عدد من ملاك حملات شركات ومؤسسات حجاج الداخل من عدم جاهزية المخيمات المخصصة لهم في بعض المواقع من ناحية وبذل الجهود من ناحية أخرى لتوفير اشتراطات وزارة الحج التي فاجأتهم بها هذا العام، حيث أصبح الكثير من الخيمات بحاجة إلى تأهيل من جديد وإلى طاقة كهربائية تستطيع تشغيل مكيفات الفريون التي استحدثت هذا العام. وأوضح رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة السابق سعد بن جميل القرشي أن ملاك الحملات أمام تحد كبير على أن ينهوا جميع استعداداتهم للموسم في وقت ضيق خصوصا بعد تأخر تسليم المواقع للشركات والمؤسسات، وتأخر تسليم الوزارة للمبالغ، حيث لم يتم تحويل المبالغ للشركات إلا الأسبوع الماضي وهذا أدى إلى إرباك بعض الشركات غير القادرة وإرباكها في التعاقد مع مختلف الخدمات وتجهيز المخيمات، مؤكدا أن ملاك الحملات قادرون على إنجاح هذه المهمة رغم كل التحديات. وقال الحاج لا يعرف ولا يفهم بأن الوزارة وراء كل هذا التعطيل بل لا يعرف سوى المتعهدين أصحاب الحملات، وسيشتكي لوزارة الحج والوزارة تفرح بمثل هذه الشكاوى على أصحاب الحملات، مضيفا أن العادة جرت على تحمل شركات حجاج الداخل جميع أخطاء الوزارة، ومازلنا نعاني من أن نتحمل أخطاءهم كلها أمام الحجاج ووسائل الإعلام، مشيرا إلى أن المشكلة التي تؤرقهم تمثلت مع شركة الكهرباء التي رفضت منحنا الطاقة الاستيعابية لتشغيل المكيفات «الفريون» التي طالبت وزارة الحج بتوفيرها هذا العام. من جهة أخرى، أكد ل«عكاظ» قائد نقاط المنع وضبط الدراجات العقيد عبدالرحمن الخرصان أنه تم وضع 25 نقطة على منافذ المشاعر المقدسة سوف تبدأ المنع النهائي لدخول المشاعر في الخامس من شهر ذي الحجة القادم، ولن يسمح بالدخول إلى المشاعر المقدسة إلا لمن لديه تصريح فقط كما ستمنع المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكبا. من جهة أخرى، وأثناء الجولة لوحظ توافد مجموعات من الحجاج وهم يستطلعون المواقع ومعرفة مخيماتهم في مشعر منى والقيام بالصعود إلى جبل الرحمة، حيث أبدوا إعجابهم بالمشاريع الضخمة العملاقة والإمكانات الكبرى التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة ضيوف الرحمن. وفي الجانب الصحي شرعت وزارة الصحة بتجهيز المراكز الصحية والمستشفيات في المشاعر المقدسة وذلك استعدادا لاستقبال ضيوف الرحمن حيث بدأت في تهيئة المستشفيات والمراكز الصحية بالكوادر الفنية والأطباء والأجهزة المختلفة، فيما بدأت الشركة السعودية للكهرباء بالاستعدادات والكشف على كبائن الكهرباء ومدى جاهزيتها.