تحركت اللجنة الوطنية الموحدة للحج والعمرة مطالبة بتدخل الجهات الحكومية المختصة لصيانة نحو 45 ألف خيمة في مشعر منى بعد تدهور وضع التكييف فيها بشكل ملحوظ هذا الموسم حيث تصاعدت معه شكاوى الحجاج ما أوقع العديد من الشركات في مأزق مع وزارة الحج والحجاج. وأبلغ «عكاظ» أمس رئيس اللجنة أسامة فيلالي أن اللجنة بدأت فعلا في صياغة تقرير شامل سيرفع لوزير الحج في غضون أيام متضمنا كافة المعوقات التي مرت بها نحو 204 من شركات حجاج الداخل هذا الموسم، مشيرا إلى أن من تلك المعوقات شكاوى الحجاج من التكييف الصحراوي في المخيمات، بما يشير إلى غياب أو سوء الصيانة قبل الموسم. وقال الفيلالي «كان موسما نجاحا، لكن ثمة بعض الملاحظات لا بد من معالجتها باكرا وفي مقدمتها سوء التكييف وغياب الصيانة، لذا سنطالب في تقرير سيرفع لوزير الحج بضرورة تحرك الوزارة لوضع حد لهذه المعاناة لاسيما أن المواسم المقبلة ستكون في أجواء حارة». من جهته أكد ل«عكاظ» المشرف على إدارة المشاريع التطويرية المركزية الدكتور حبيب زين العابدين أن التكييف في مخيمات منى يحتاج فعلا إلى وقفة جادة للنظر فيه وإصلاحه، موضحا أن الصيانة غائبة عن هذه المكيفات وهذا سر الأعطال الكبيرة فيها وعدم فاعليتها وقال «لا شك أن مكيفات مضى عليها 20 عاما لن تؤدي بفاعلية ما لم تكن هناك صيانة شاملة وقوية تكتشف الخلل وتعالجه فورا، وهذا ليس ضمن مسؤوليتنا في الإدارة المركزية للمشاريع التطويرية، بل يقع تحت مسؤولية صندوق الاستثمارات العامة، لكن لا بد من تحرك في هذا الصوب». من جانبه، تحرك مشروع إسكان الحجاج بمنى التابع لوزارة المالية لدراسة أوضاع المكيفات الصحراوية في مخيمات مشعر منى، بهدف إيجاد الحل الأنسب لوضعها ومدى جدوى صيانتها أو العمل على إيجاد البديل، وكلف صندوق الاستثمارات الوطنية بوزارة المالية قبل ثمانية أشهر معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بإعداد دراسة كاملة عن أوضاع (45) ألف مكيف صحراوي في مخيمات الحجاج بمشعر منى. وأكد المهندس فهد بن عبدالله الشريف مدير عام مشروع إسكان الحجاج بمنى في وزارة المالية استعداد وزارته للعمل على ما توصي به الدراسة المقدمة من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، مشددا على أن جميع المسؤولين في الدولة يثقون ثقة تامة بكفاءة المعهد وخبراته في مجال البحث للحج والعمرة، موضحا أنه في حالة الانتهاء من الدراسة سوف يعلن عن طرح منافسة عامة للشركات للتقدم إلى ما يوصي به المعهد بخصوص مكيفات مخيمات مشعر منى. وعن إمكانية استبدال المكيفات الصحراوية بمكيفات فريون أكد الشريف أن شركة الكهرباء أبدت اعتراضها على الفكرة لما تستهلكه مكيفات الفريون من طاقة كهربائية كبيرة مما يؤثر على إمدادات الكهرباء عموما، وذلك حاليا على أقل تقدير. وأرجع أسباب عطل المكيفات الصحراوية حاليا إلى تأخر وصول الماء إلى مشعر منى، قائلا «هذا هو السبب الرئيس والذي نعاني منه باستمرار، أو بسبب زيادة ضغط الماء أو انكسار مواسير المكيفات الصحراوية لأنها تعتمد أساسا على وصل الماء باستمرار دون انقطاع». وأكد المهندس فهد الشريف أن مخيمات الحجاج بمشعر منى تحظى بمتابعة وأعمال صيانة مستمرة طوال السنة، وتم هذا العام تغيير قرابة ال50 ألف قاطع وسقف بسبب تعرضها للتلف، موضحا أن هناك 3 شركات وطنية تتولى متابعة أوضاع مشروع إسكان الحجاج في مخيمات منى.