شدد بعض الأئمة والخطباء على ضرورة استخدام المنابر كوسيلة لمحاربة الأفكار الضالة والهدامة التي تريد بالوطن السوء، مؤكدين أن العلاج الفعال للأفكار المنحرفة هو التوجيه والإرشاد واستشعار المسؤولية الوطنية. ويقول الخطيب محمد بن راشد إمام جامع سعد بن أبي وقاص ومدير الندوة العالمية في أبقيق: على إمام المسجد محاربة الفكر الضال ببيان فساده للناس، خاصة أن للمسجد رسالة عظيمة في الإسلام، ومكانة جليلة لا يدرك أهميتها إلا من عرف الأمانة الملقاة عليه وأهمية دعوة الناس إلى الخير وصالح الأعمال ومكارم الأخلاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الفكر الضال، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه حال كل مسجد من الإمام والمؤذن وجماعة المسجد. ويبين الدكتور محمد الدوسري إمام جامع عرفات في أبقيق، أن الإرهاب والتطرف منكر عظيم جر على المجتمع المسلم ويلات وآثارا مدمرة من قتل للأنفس المعصومة واعتداء على الأموال المحرمة وترويع للآمنين وإخلال بالأمن والنظام، وهو لا شك نتاج فكر ضال ومنهج معوج سيطر على عقول فئة من الناس يطلق عليهم الخوارج وكان للجهل والهوى والحماس غير المنضبط قصب السبق في تنامي هذا المنكر الكبير والخطير على الإسلام والمسلمين، ولا شك أن الفكر الضال أراد منه أعداء الإسلام صد المسلمين عن دينهم وقتل الأبرياء والآمنين بواسطة بعض أصحاب الآراء المنحرفة، الذين استخدموا سلاحا لهم وهم يحاولون الحديث باسم الإسلام الذي منهم براء كونه لا يجيز قتل الآمنين ولا قتل النساء والأطفال ولا قتل المعاهدين المستأمنين داخل هذه البلاد، مؤكدا أن مهمة محاربة الإرهاب مسؤولية المجتمع، وأول من يجب أن يتصدى لهم بوضوح وبصراحة هم الدعاة والخطباء والعلماء والمربون وكل من يحرض في المساجد والمدارس على العنف فهو مشارك في الجريمة. ويتابع فهد بن عبدالله إمام وخطيب جامع معاوية بن أبي سفيان في أبقيق: لا يخفى على الجميع الدور الكبير للمسجد في تحصين عقول الشباب وحمايتهم من الانجراف وراء دعوات أصحاب الفكر المنحرف، الذين يجدون ضالتهم في بعض الشباب من غير الناضجين فكريا والذين لا يملكون خبرة كافية في الحياة ويشحنون عقولهم بتلك الأفكار غير السوية وغير الواقعية، لذلك فإن للخطيب وإمام المسجد دور مهم في تفعيل آليات حماية الشباب وتنويرهم بالعقيدة الوسطية الخالية من الشوائب حتى لا يصبحوا أداة جوفاء في أيدي المحرضين من أصحاب الفكر المنحرف وذوي التوجهات المتطرفة. ويشير ناصر العتيبي عضو المجلس البلدي في أبقيق، إلى أن المسجد له دور بارز في محاربة الإرهاب الذي يسفك الدماء المعصومة ويخرب الممتلكات ويقتل الأبرياء ويدمر الوطن والمواطن ويحارب كل من يسيء إلى الدين الإسلامي بالقول أو بالفعل، فالمساجد بدورها الفاعل تربيهم على أن يأخذوا العلم عن العلماء الصادقين المخلصين وتربيهم على أن يجتنبوا الأفكار الشاذة المنحرفة البعيدة عن الكتاب والسنة، وتربيهم على أن هذه البلاد طاهرة من كل فكر ضال.