أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور خالد الغامدي، أن التوحيد هو السياج المنيع للأمة من كل انحراف عقدي وفكري وتحلل سلوكي وأخلاقي، وأن منهج العقيدة الصحيحة هو العاصم بإذن الله من قواسم الغلو والتطرف والتفجير والتكفير. وقال الشيخ الغامدي في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس: «إن كلمة التوحيد توحد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وتجمعهم ولا تفرقهم وتؤلف بين قلوبهم في محبة وأخوة وتعاضد وتناصر وتمنعهم من التفرق والنزاع والشقاق»، مضيفاً إذا أقامت الأمة حياتها ونظامها وإعلامها ومناهجها على التوحيد وحقائقه ومحكمات الشريعة وجعلتها منطلق التربية والحضارة والرقي، فسيفتح الله عليها أفراداً ومجتمعات بركات من السماء والأرض، ويبدل من بعد خوفهم أمناً، ويرد عنهم كيد الكائدين وإفساد المفسدين من أهل الغلو والتشديد والتفريق. وأردف أن شريعة التوحيد مبنية على أساس التوحيد إخلاصا لله تعالى ومتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، وكلما عظم التوحيد في القلوب قامت الجوارح بفعل الشرائع بقوة وثبات وإنشراح صدر، موضحا أن من أجل العبادات التي يتجلى فيها التوحيد هي عبادة الحج التي ستكون بعد أيام، وهي عبادة عظيمة تذخر بالدلائل والبراهين على التوحيد ومناسكها وشرائعها، آيات بينات ودلائل باهرات على العلاقة الراسخة بين التوحيد والحج. وأوصى الشيخ الغامدي المسلمين، بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال «إن التوحيد هو فطرة الله التي فطر الناس عليها ولا أزكى ولا أعدل منها، كما أن الشرك هو أخبث الخبائث أو أظلم الظلم وهو دخيل على البشرية، فقد خلق الله عباده حنفاء على ملة التوحيد وأخذ من آدم عليه السلام وذريته الميثاق على أن يوحده سبحانه ولا يشرك به شيئا». وأضاف فضيلته، فكانت البشرية من بعد آدم عليه السلام على التوحيد عشرة قرون، كما قال ذلك ابن عباس رضي الله عنه حتى أغوتهم الشياطين ففسدت فطرهم وعقولهم وخرجت أجيال من البشرية من عبادة الله إلى عبادة الكواكب والجن والشياطين والقبور والمشاهد، وأفسدت عقولهم لوثات الشرك والإلحاد والخرافة والأحكام الضالة والبدع المضلة، وخاض كثيرون في نظريات وفلسفات وكلام وجدل عقيم لا طائل تحته، وكره أناس الحديث عن العقيدة وألصقوا فيها أفكار التطرف والإرهاب.