أثناء حوار تلفوني مع شخصية مسؤولة تعددت طرق مواضيعه وتفرعت حول الجانب الخدمي لوزارة الصحة وما تقدمه من خدمات متواضعة مقارنة بالميزانيات السنوية التي تضخ في خزينتها. وربما كنت متطرفا حينما قلت: بالنسبة لي لا يمكن الوثوق ببعض المستشفيات ويمكن أن أسلم نفسي لأحد مستشفيات الحرس الوطني مرتاح البال. فالخدمات الصحية لمدينة الملك عبدالعزيز الطبية تقدمت تقدما مذهلا على جميع المستوىات بدأ بالأمكنة والمعدات والكفاءة البشرية والتجهيزات الطبية وبها إدارة متقدمة مكنت مرتادي مستشفياتها من المتابعة اللصيقة لأحوال المرضى وخلق المناخ الصحي لكل الأمراض مهما استعصت. ولا أخفي سرا عندما سمعت أن بعض مصابي مرض الكورونا بالرياض احتضنهم مستشفى الحرس الوطني وتبادر إلى ذهني أنهم سيجدون العناية الفائقة خيرا لهم من أن يرموا في بعض المستشفيات.! ومع تزايد أعداد المصابين بالكورونا ارتفعت نبرة أصوات المواطنين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي حول مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض من غير تفنيد وتمحيص بأن هذه المدينة ليست تابعة لوزارة الصحة بل هي مدينة - تابعة لوزارة الحرس الوطني - وجدت نفسها تفتح الأبواب لجميع المواطنين من غير استثناء وتستقبل الحالات المرضية وبسبب ضغط المراجعين تضاعفت أعداد المصابين بكورونا لتقوم إدارة المستشفى بإجراءات عاجلة لمواجهة المرض، وتخصيص وحدة عناية مركزة وعزل لاستيعاب الحالات الحرجة، والتقليص والحد من ساعات الزيارة وأعداد الزوار. لهذا وجدت نفسي مستغربا مما بدر من معالي وزير الصحة عندما عزا (ظهور بعض التفشيات في القطاعات الصحية خلال السنوات الثلاث الماضية إلى ثغرات في التطبيق الصارم في إجراءات مكافحة العدوى في المنشآت الصحية، مؤكدا الحاجة المستمرة إلى تقييم الالتزام ومتابعة الأداء، وتكرار زيارات الفرق الميدانية للمنشآت الصحية في جميع القطاعات بلا استثناء). فهذا القول طال مستشفيات الحرس الوطني كون المتابعين لمرضاهم أو المتخوفين من المرض (لا يفرقون بين مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض وبين مستشفيات وزارة الصحة) وهنا ينتقل اللوم على وزارة الصحة في سؤال ضخم وعنيد: ماذا فعل وزارة الصحة حيال مرض يفتك بنا سنويا؟. هل يكفي الوزارة أن توصينا بالكمامات والتأكيد بأنها تصول وتجول في حرب تأكد دائما انتصارها على الهجمات المباغتة لكورنا؟. هل يكفي هذا؟. يا وزارة الصحة مسؤوليتك المباشرة خلق درع واق ضد الأمراض المعدية، ولنا ثلاث سنوات نتلقى صدمات الفقد والوفيات لمن نحب ولأننا نعلم بأن هذا المرض لايزال منفلتا عبر العالم علينا أن نكون المبادرين للبحث عن علاج لاجتثاثه خاصة أنه مرض حمل الخصوصية المحلية من خلال (بعارين) وصلت أسعارها للملاين وأصابتنا بداء ليس له دواء.