رصدت وسائل الإعلام ظاهرة عزوف الكثيرين عن المشاركة في التسجيل لانتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة، وأرجع البعض الأسباب إلى الطقس الذي حال دون خروج الناس في الأوقات المناسبة في حين أرجعها البعض الآخر إلى شعور غالبية الناخبين بأن المجالس البلدية لم تقترب من همومهم وبالتالي لم تسهم في معالجتها بما يدفعهم إلى الاهتمام بها. وقد يكون لكل هذه الآراء نصيبها من الصواب فالأجواء الحارة التي تمر بها مناطق المملكة في هذه الفترة تدعو الناس إلى البقاء بعيدا عن حرارة الشمس والرطوبة في بعض المدن كما أن لدى البعض ملاحظات على أعمال المجالس في الدورتين السابقتين، لكن الشيء الذي يستحق اهتمام الجميع والتمسك به ودعمه هو فكرة المجالس والأهداف التي تأسست من أجلها والآلية التي اختارتها لأداء مسؤولياتها. المجالس البلدية قامت لتساعد في تحسين أعمال البلديات والأمانات ولتنوب عن الناس وتمثلهم في إيصال صوتهم للجهات المسؤولة عن تقديم الخدمات. وهذا الهدف وآلية الانتخاب لتحقيقه يستحق أن يدعم ويساند ويشجع من يتصدى له لأنه تدريب على الخدمة العامة التي تشكل ثقافة مهمة لأي مجتمع، وإذا كانت هذه التجربة فيها بعض الأخطاء أو في نظامها بعض الثغرات فالمطلوب العمل على إصلاحها وليس التخلي عن الفكرة أو الحكم على عدم أهميتها أو فشلها. المواطن مطالب بدعم وتطوير كل الخطوات التي تسعى لإيجاد آلية تزيد مساهمته في إدارة شؤون حياته، والمجالس البلدية إحدى هذه الآليات فيجب دعمها وتطويرها وتحسين أدائها.