أوضح ل«عكاظ» مدير عام إدارة التوعية الإسلامية بوزارة التعليم نبيل البدير، أن إدارته التي صدر قرار وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل بربطها بمكتبه مباشرة، تسعى لمواجهة أي فكر متشدد يمكن أن يجد طريقه لبيئة مدارس التعليم العام، من خلال وقاية الطلاب والطالبات من الوقوع في حبائله وخدعه، التي توجه حربها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر المحرضين، وذلك من خلال توفير المعرفة العلمية للأحكام الشرعية لتوضيح ضلال هذا الفكر، مع إثراء الساحة الأدبية والخطابية بما يحبب الطالب في بلده وأهمية حمايته والغيرة عليه، وتوفير برامج التوعية المتخصصة لمعالجة الحالات التي قد تظهر انتماء وتعطافا «لا قدر الله» مع هذه الفئات، وإيجاد برامج مضادة للمسارات الإعلامية عبر مواقع التواصل عبر تويتر واليوتيوب وبقية وسائل التقنية، وتطبيقها بصورة التفكير الناقد والإبداعي مع تعزيز مفاهيم الوحدة والانتماء الوطني. وكشف البدير في حوار مع «عكاظ»، عن تنفيذ أكثر من 12 برنامجا لتحقيق الأمن الفكري في المجتمع، شملت عددا من الفعاليات والمعارض والمؤلفات والبحوث العلمية، مشيرا إلى أن هذا المشروع سيستهدف جميع شرائح المجتمع التعليمي في كافة مدارس البنين والبنات البالغ عددها أكثر من 33 ألف مدرسة. حدثنا عن المهام المناطة بإدارة الأمن الفكري المستحدثة في وزارة التعليم، وما الأهداف التي ستعمل على تحقيقها؟ بمناسبة افتتاح وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل للقاء العلمي للتوعية الإسلامية، والذي كان موضوعه عن «الأمن الفكري»، أعلن في كلمته عن تأسيس إدارة تعنى بدراسات الأمن الفكري، تحت إشراف ومتابعة مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للوزارة. ومن المهام التي ذكرها لهذه الإدارة، والعمل على تبني وإطلاق مبادرات عدة، تتكامل مع الجهود المبذولة على مستوى الجهات الرسمية والمجتمعية كافة. يدور حديث عن تعارض بين هذه الإدارة وما تم تشكيله سابقا بشأن لجنة العناية بالهوية الدينية والثقافية؟ عمل هذه الإدارة لا يتعارض مع البرامج والأعمال الأخرى مثل لجنة العناية بالهوية الدينية والثقافية وبرنامج الأمن الفكري في التوعية الإسلامية، بل هو تطور متقدم يعطي الموضوع جودة إدارية ويحقق أطرا إدارية ونظامية للتطبيقات التربوية في هذا الموضوع، مما يسهم في أداء يمكن تحقيقه وقياسه على الواقع، ويساعد في تجميع الجهود السابقة في إطار عمل موحد ومنظم ودائم. الفئات المستهدفة ما الفئات التي ستستهدفها برامج إدارة الأمن الفكري؟ مما ذكر وزير التعليم، أن عمل هذه الإدارة يشمل شرائح منسوبي التعليم كافة، في جميع مناطق المملكة، وهو مشروع وطني واسع النطاق. ومن المتوقع أن تستهدف هذه الإدارة جميع شرائح المجتمع التعليمي من طلاب وطالبات في جميع المراحل والهيئات التربوية والإدارية، بنشر المعرفة والوعي بمتطلبات الفكر لآمن في المجتمع التربوي. إثبات الانتماء الوطني ما النتائج التي توصلتم لها في دراساتكم السابقة حول تشخيص ثقافة الطالب ومدى انتمائه؟ الطالب السعودي يحمل ثقافة مجتمعه في الغالب، وقد أثبت المجتمع السعودي للعالم كله ما يتمتع به من ثقافة ورأي يظهر في وحدته وتآلفه مع دولته وحكامه وتقديره واعتزازه بملكه ووطنه ودينه، وثقافة الطلاب في الانتماء الوطني عالية، ويؤكد التربويون على المحافظة على هذا الفكر وعدم ترك المجال للفكر المنحرف للتشويش على طلاب المملكة وأجيالها المتعاقبة. مواجهة الفكر المتشدد كيف يمكن مواجهة الفكر المتشدد في الوسط التعليمي؟ ربما لم يجد مصطلح الفكر المتشدد حظا وافرا من التقنين والبحث، لكن في الحديث عن الأمن الفكري نستطيع أن نطلق مصطلح الفكر المتشدد على أولئك الذين يدعمون الإرهاب والتدمير وإفساد الأمن وتشتيت الآمنين وزعزعة الدول، فهم حملة الفكر المتشدد. والتعليم بفضل الله خال من هذا الفكر سلوكا أو تنظيما، بل لا يتوقع لصاحب هذا الفكر أن يزاول فكره في مجتمع التعليم؛ لأن بيئة التعليم فيها أبناء المجتمع السعودي الواعي الذي لا يقبل خزعبلات حملة فكر الدماء والتفجير والإرهاب. لهذا تعمل وزارة التعليم على وقاية أبنائها ومنسوبيها من التعاطف مع هذا الفكر أو الوقوع في حبائله وخدعه، التي توجه حربها عبر مواقع التواصل أو عبر المحرضين الذين لم يدركوا قيمة الأمن ولا حقيقة العلم. ويمكن مواجهة هذا الفكر تربويا من خلال: الحرص والتأكيد النظامي على سلامة البيئة المدرسية من أي مؤشرات تأييد أو تعاطف للفكر الضال، الذي يحمل الضغينة والحسد لأمن البلاد واستقرارها. وتوفير المعرفة العلمية للأحكام الشرعية في توضيح ضلال هذا الفكر وحملته، مع إثراء الساحة الأدبية والخطابية بما يحبب الإنسان في بلده ويظهر قيمتها وأهمية حمايتها والغيرة عليها. وكذلك توفير برامج التوعية والإرشاد المتخصصة لمعالجة الحالات، التي قد تظهر انتماء وتعاطفا لا قدر الله مع هذه الفئات. وإيجاد برامج مضادة للمسارات الإعلامية عن طريق مواقع التواصل، وإفشال هؤلاء التكفيريين عبر تويتر واليوتيوب ووسائل التقنية، وتطبيقها بصورة التفكير الناقد والإبداعي، وتعزيز مفاهيم الوحدة والانتماء الوطني وأخذ الأحكام الشرعية بمرادها دون غلو وتطرف من خلال البرامج الإعلامية والتعليمية والوعظية. برامج الأمن الفكري ما أبرز البرامج التي تم تفعيلها سابقا لتحقيق مفهوم الأمن الفكري في مجتمع التعليم؟ منذ عام 1425ه، بدأت اللقاءات التشاورية للتخطيط والتنظيم لبرامج في الأمن الفكري، وقدّمت منذ ذلك الوقت وحتى الآن عدة برامج وفعاليات متنوعة منها بحوث علمية، ومنها معارض تربوية، ومنها محاضرات ومؤلفات إثرائية في أحكام تتعلق بالتكفير وحقوق ولي الأمر وأحكام تتعلق بالإرهاب والتفجير، وأحكام تتعلق بالمفاهيم الشرعية للوسطية ونبذ الغلو والتشدد. ومن الأسماء التي أطلقتها إدارات التوعية الإسلامية على برامج الأمن الفكري: برنامج «بقيمي أسمو»، برنامج «تحصين»، برنامج «المواطنة»، برنامج «الطالب المواطن»، برنامج «لأجلك يا أغلى وطن»، برنامج «التأصيل الشرعي لمفهوم الوطنية»، مشروع تعزيز الأمن الفكري، معرض «لوحات حول الأمن الفكري»، «وطننا أمانة»، لقاءات طلاب المرحلة الثانوية في مدارس منطقة القصيم لتعزيز الأمن الفكري «نحو مدرسة واعية ومجتمع واعد».