انتفض الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر خلال الساعات الماضية من أجل إعادة ترتيب خيارات فريقه الفنية بعد موجة انتقادات لاذعة من جماهير النادي الغفيرة التي رفضت بشكل قاطع هوية الفريق الفنية التي دخل بها الموسم الحالي بداية من نهائي السوبر وصولا للقاء هجر في أول جولة للفريق العالمي في مهمة الدفاع عن لقبه في دوري جميل، والتي ظهر من خلالها الفريق مهزوزا فنيا وبدنيا ومعنويا، بل زاد على ذلك الارتباك والتشتت التكتيكي للمدير الفني داسيلفا في قراءة القدرات الفنية للاعبيه وتوظيف الخامات التي يمتلكها بشكل صحيح رغم جملة الغيابات التي يشهدها الفريق، ولكن كل ذلك لم يعفه من غضب جماهير النصر من التوظيف الخاطئ، مما دعا لتحرك رئيس النادي الذي عمل بحكمة العقلاء في «أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا»، فجاء الحسم المباشر مع مهاجم نادي ويست هام والمنتخب المالي موديبو مايغا الذي يجيد اللعب كمهاجم صريح ومهاجم ثان ويمتاز بالتسديد بالقدم اليسرى، ومحترف نادي تيفنتي الهولندي اللاعب المغربي يونس مختار الذي يجيد اللعب في خانة الوسط الأيسر والجناح ليكملا الرباعي الأجنبي مع البولندي أدريان والبحريني محمد حسين بعد تأخير إدارة النصر حسم هذا الملف الشائك والمزعج للجماهير النصراوية طيلة ال 60 يوما الماضية. إعادة الحسابات إدارة النصر استوعبت أن الثقة المطلقة في منظومة العمل الفني وتحديدا استقطاب المحترفين الأجانب يجب أن يخضع لرقابة ومتابعة وتحديد احتياج بعيدا عن تداخل وصراع مكاتب الوسطاء واقتراحات السماسرة الذين يبحثون عن التسويق وتوقيع العقود قبل الحكم في الملعب لضمان الحق المالي سواء في الشكوى فيما بعد أو النسبة المالية التي يحصل عليها من اللاعب نفسه، وهذا السيناريو الذي تكرر كثيرا في النصر وأكمل بشكل تفصيلي الموسم الحالي يحتاج لإيقاف كامل، وخطوات سمو الأمير فيصل بن تركي الأخيرة تؤكد أن وقت وزمن هؤلاء انتهى، رافضا صناعة وإنتاج الحسرة في وجوه جماهيره التي تعاملت مع ما حدث في السوبر اللندني وهجر المحلي بشفافية ومصداقية رغم قوائم التطبيل التي ترتبط بخطوط تسويق السماسرة القدماء أو القادمين الجدد للطفرة النصراوية الجديدة والذي تنبه لها سمو الرئيس بصمت، معيدا حساباته وفق طموحات جماهيره الغفيرة التي ترتبط مع رئيسها بعلاقة وفاء لإكمال سلسلة الإنجازات التي يبحث عنها. الجماهير تقود المشهد النصر يكاد النادي الوحيد المفتوح في كل الاتجاهات ويستوعب كل الآراء والاطروحات، وجماهيره هي من تقود مشهده الإعلامي رغم الصراع والتناحر بين صناع الحسرات وتنافسية الوصول لصانع القرار، ومع كل هذا فالجماهير النصراوية هي من قادت التغيير الأخير وهي من كشفت عن سوء الاستعداد ورفضت كل ملفات التبرير ووقفت بحزم وقوة ضد قوائم قد تكون وقتية في مجاملة بعض الأخطاء التي وغن استمرت فهي تعني طمس كل المكتسبات التي تحققت خلال السنوات الثلاث الماضية، لكن كانت العودة ثقيلة في دعم الفريق بلاعبين لهم تاريخ ومستقبل في تقديم الإضافة الفنية للفريق في منافسات الموسم الحالي . اختلاف الرأي الفني رغم كل النفي في بحث رئيس نادي النصر عن مدير فني جديد بديلا ل داسيلفا إلا أن الرئيس يمتلك حاليا ثلاثة ملفات تدريبية ثقيلة تحتاج لميزانية محددة وجميع الأسماء لها خبرة واسعة في الدوري السعودي ومنطقة الخليج بشكل كامل بعدما توصل صناع القرار داخل البيت النصراوي إلى أن فريقهم يملك من النجوم والأسماء الثقيلة التي تؤهله في أن يكون منتخبا جاهزا متى ما اكتملت عناصر التوظيف بشكل محددة وفق الإمكانات والقدرات التي يمتلكها. في المقابل، هناك آراء ترفض التفريط في المدرب والحكم عليه بمسبب نقص فني يعاني منه الفريق بداية من إصابة النجمين غالب والفريدي ونهاية بالإيقافات التي تضرر منها الفريق، لهذا يرى الفريق الثاني صعوبة بالغة في الحكم الفني الدقيق، فيما يطلب فريق ثالث الاتفاق مع المدرب الحالي بجلب مساعد مدرب تكتيك يملك أفاقا فنية مختلفة عن المساعد الحالي. معسكر جديد لقاء القادسية في الجولة الثانية سيكون المحك الحقيقي لتحديد انتفاضة الفريق فنيا قبل فترة التوقف الحالية التي تحتاج لمعسكر دقيق يعوض المعسكر الإعدادي السابق ويعيد ترتيب الفريق ونسيجه الفني والمعنوي والنفسي.