يستوقفك منظر سكان حي طلعة الإنقاذ 25 كلم شرق منطقة المدينةالمنورة وهم يتسلقون بعض الجبال هناك بحثا عن إشارة للجوال يستطيعون من خلالها معرفة أخبار أولادهم وأهلهم في المدن الأخرى، بعدما انتقلوا إليها بحثا عن الرزق وتوفر سبل المعيشة الطبيعية. البعض من هؤلاء السكان يعمدون الى الاستعانة بأقاربهم ليساعدوهم في تسلق الجبال الصغيرة الحجم أو المرتفعات القريبة من المنازل حيث تتوفر الإشارة احيانا واحيانا اخرى لاتسعفهم هواتفهم النقالة ذات الصنع القديم من التقاط الإشارة فيعودون بخفي حنين قلقين على فلذات أكبادهم. اللافت في أمر الجبال أن بعض المسنين في الحي عندما يحين موعد الاتصال الاسبوعي لأحد أبنائه تجده يهب مسرعا متلهفا لأقرب جبل أو سطح منزله الذي ربما تتوفر فيه اشارة للجوال كي يستقبل مكالمة من فلذة كبده الذي لا يستطيع زيارته لبعد المسافة وربما ارتباطه بالعمل في منطقة بعيدة تحتاج لسفر يوم كامل كي يصل إلى مسقط رأسه ويطمئن على عائلته. يقول حمود بن مناور الحسيني من سكان الحي: إننا لا نسمع رنات الهاتف بالحي ومن اراد منا اجراء مكالمة هاتفية فعليه تكبد مشاق الانتقال إلى المرتفعات او بعض الجبال التي ربما يحصل من خلالها على اشارة للجوال تطمئنه على أولاده الذين رحلوا الى عدة مناطق للالتحاق بوظائف هناك ولا يستطيعون الحضور كل وقت لرؤيتنا لبعد مدة السفر عن المنطقة ولكنهم يحرصون على الاطمئنان علينا من خلال الاتصال بنا في موعد محدد من قبلهم نقوم قبله بالبحث عن افضل الاماكن توفر الإشارة وربما لا يحصل على مبتغاه لضعف شبكة الاتصال او تعطلها وانشغالها وخصوصا في اوقات الذروة مثل الاعياد وبالتالي يعود ادراجه ولم يجد إشارة للجوال. ويضيف الحسيني: هناك صعوبة تنغص العيش وتبث الحزن في النفس وتكمن في أنه عندما أريد الاتصال أضطر للذهاب إلى أقرب جبل او مرتفع ومن ثم امد جهازي الجوال تجاه السماء لعل الجوال يلتقط إشارات إرسال للحصول على مكالمة بأقربائي، مشيرا إلى أن الحاجة شديدة في توفير أبراج الاتصالات تماشيا مع تقنية العصر الحديث الذي اصبح فيه العالم قرية صغيرة الا في حينا هذا. عبدالله غالي الحسيني يواصل الحديث فيقول: ورغم صعوبة الاتصالات هناك صعوبة اكبر تقض مضاجعنا وتتمثل ان سكان الحي محرومون من رؤية المركز الصحي الذي يوفر عليهم كثيرا هم عناء مراجعة اقرب مركز صحي «العاقول» 7 كم عبر طرق وعرة لا يستطيع كبار السن والمرضى والنساء الوصول للمركز الصحي المذكور، مضيفا: ولو كان هناك مركز للرعاية الصحية الأولية لحلت المشكلة وأراح المسنين والأرامل من عناء التنقل للوصول لأقرب مركز صحي ينهي معاناتهم مع المرض، إلا أنه استدرك: لدي أمل أن يتم وضع برج جوال يقي الأهالي من التنقل بين المرتفعات للحصول على اشارة بسيطة للجوال يطمئنون من خلالها على أخبار ذويهم. أما عبدالواحد ابراهيم العوفي فيشكو من عدم إيصال الخدمات المتعلقة بسفلتة وارصفة الحي اضافة الى غياب شبكة المياه عن منازلهم، فقد أعياهم عناء البحث عن صهاريج المياه التي أنكهت كاهلهم كثيرا، مناشدا الجهات ذات العلاقة بالنظر في وضع الحي من ناحية السفلتة والرصف والمياه. من جهته أوضح المتحدث باسم أمانة المدينةالمنورة المهندس يحيى سيف أن حي طلعة الانقاذ ضمن اهتمام الامانة عبر اهتمامها بأحياء المدينة بشكل عام، وسوف تؤخذ ملاحظات الأهالي في الاعتبار، حيث إن الأمانة تسعى جاهدة لإيصال خدماتها البلدية لكل أحياء طيبة الطيبة دون استثناء.