يستوقفك في مركز الفوارة الواقع بين الجموم وطريق الرياض عددا من الأهالي وهم يتسلقون الصخور مادين بأجهزتهم الجوالة نحو السماء لعلهم يلتقطون إشارات إرسال، في مشهد يوحي بأنهم يطلبون الغيث، للحصول على مكالمة مهمة وربما ترتبط بأمر مصيري. ولم يكتف الأهالي ذلك بل كتبوا على تلك الصخور أسماء شركات الاتصالات التي حصلوا منها على إشارة حتى يوفروا على الأهالي معاناة البحث عن أماكن التغطية. وأوضح عبدالمحسن الحسيني حاجتهم الشديدة لأبراج الاتصالات تماشيا مع تقنية العصر الحالي، خصوصا أن التقديم للوظائف والبنوك والجامعات وغالبية الدوائر الحكومية والخدمية أصبحت مرتبطة كليا بالاتصالات والإنترنت، لافتا إلى أنه يتوجب عليهم قطع المسافات حتى يستطيعون متابعة معاملاتهم اليومية. وقال: «من الصعب علينا الخروج مع أسرنا إلى تلك الصخور ونجري بعض الاتصالات الضرورية، خصوصا أن تلك المهمة تشكل خطورة علينا، لوقوع تلك الصخور قرب الطريق السريع». إلى ذلك، أوضح رئيس مركز الفوارة عطية العلياني أن مخاطباتهم المتكررة للجهات المختصة لتزويديهم بشبكة اتصالات لم تجد نفعا، ملمحا إلى أنه جرى اعتماد برجين في المنطقة منذ شعبان الماضي إلا أنه لم تر النور حتى الآن. وبين العلياني أن عدد سكان المركز يبلغ 5000 نسمة، ويحوى مدارس للبنين والبنات ومركزا صحيا وآخر للبريد، ومركزا للإمارة، موضحا أن الفوارة تقع على الطريق الحيوي الذي يبدأ من الجموم وينتهي في الرياض.