أكد ل«عكاظ» مدير عام الإدارة العامة لمكافحة عدوى المنشآت الصحية بوزارة الصحة البروفيسور هايل بن مطر العبدلي، أن هناك مراجعة شاملة على 250 مستشفى حكوميا وخاصا للتأكد من إجراءات مكافحة العدوى والتدابير الاحترازية، مبينا أن هناك التزاما كبيرا من القطاعات الصحية بعد فرض العقوبات النظامية، حيث إنه في السابق لوحظ ومن خلال الجولات أن إجراءات مكافحة العدوى كانت ضعيفة ومع العقوبات التي طبقت لمسنا الاستجابة والتعاون، موضحا أن كل ما يهم هذه الفترة أن لا يحدث أي انتشار وبائي داخل المستشفى ذلك المكان الذي يراجعه المرضى للعلاج. وأشار إلى أن هناك جهودا كبيرة تبذل للسيطرة والتحكم لتفشي «كورونا» في إحدى المستشفيات الخارجة عن نطاق دائرة وزارة الصحة في الرياض، مبينا أن الصحة قامت بحصر الحالات والمخالطين وعمل الفحوصات اللازمة لها بجانب التأكد من الإجراءات الصحية والتدابير الاحترازية التي اتخذت لمكافحة العدوى. وحول أسباب تزايد حالات الرياض خلال هذه الفترة والإجراء الذي اتخذته الصحة قال: كما هو معروف طبيا أن التفشيات الوبائية تبدأ بحالة مجتمعية تدخل إلى المستشفى ثم تنتشر من خلال أقسام الطوارئ إلى أجزاء مختلفة من المنشأة نتيجة المخالطة بالممارسين الصحيين والمرضى، ويتم السيطرة على هذا التفشي عن طريق التطبيق الصارم لقواعد مكافحة العدوى، أما عن الإجراءات فإنه في حالة الإبلاغ عن وجود حالة كورونا تتحرك فرق الاستجابة للتأكد من إجراءات مكافحة العدوى وسد أي ثغرات لمنع انتشار العدوى. وعن عدم قناعة الكثير من أفراد المجتمع بدور الإبل في كورونا مضى قائلا: استمرار «كورونا» ثلاثة أعوام يبين أن هناك مصدرا ينقله في البيئة، وفي بداية المرض لم تكن هناك معلومات كافية إلا أنه من خلال التقصي الوبائي والدراسات والأبحاث وجدنا أن الإبل مصدر أولي، كما أن الإبل الصغيرة أكثر قدرة على نقل الفيروس، مع ملاحظة أن المرض قد يصيب بعض المخالطين بالإبل ولا يصيب الآخرين، بمعنى أن هناك فئة مخالطة للإبل قد يحملون الفيروس دون أن تظهر عليهم أعراض مرضية وهذه الفئة قد تنقل المرض للآخرين بسهولة، وأكثر الفئات التي تكون عرضة للإصابة بسهولة هي كبار السن وخصوصا التي تشكو من أمراض مزمنة، فمن خصائص فيروس كورونا أنه يتغلغل بسهولة في أجساد الذين يعانون من مشاكل صحية لذا يلاحظ أن انتشار العدوى داخل المنشاة الصحية يكون أسهل وأسرع وأكثر لأن البيئة حاضنة للحالات المرضية المراجعة للمستشفى. ولفت إلى أن 20% من حالات كورونا هي حالات مجتمعية لها ارتباط مباشر بالمصابين، بينما 80% من الذين تعرضوا للمرض كانوا عبر وسيط حامل للفيروس، وفي هذا الصدد أشير إلى بحث أجري في أبريل وتم فيه أخذ عينات مختلفة من شرائح المجتمع وجد أن 2 من الألف تعرضوا لفيروس كورونا عن طريق الإبل دون ظهور أي أعراض مرضية عليهم ولكنهم أسهموا في نقل العدوى للآخرين وخصوصا الكبار الذين أساسا يعانون من ضعف المناعة.