في إطار الاستعدادات الجارية لاستقبال العام الدراسي الجديد، طالبت مجموعة من مديرات المدارس في محافظة جدة بضرورة مراجعة المباني التي تفتقر للصيانة وتحتوي على أسلاك مكشوفة ما يشكل خطرا يهدد سلامة الطالبات ومنسوبات المدارس. ورصدت «عكاظ» مطالبات بعض مديرات المدارس معربات عن أن غياب الصيانة تعد واحدة من أهم المشكلات التي يواجهنها طيلة العام الدراسي. تقول ريا حمدان مديرة مدرسة ابتدائية في جنوب شرق جدة إنها رفعت تقريرا منذ نهاية العام يشمل كشفا شاملا للمواضع التي تحتاج إلى صيانة، وطالبت بتجارب إخلاء حقيقية، وأجهزة إنذار بديلة عن المعطلة، وقد رفعت مسبقا عدة خطابات ولم تجد أي تجاوب. أما صباح الطيب مديرة إحدى المدارس الثانوية في حي الأجاويد تقول: المدرسة التي أديرها مبنى مكتمل وجديد ولكن المشكلة أن معمل الفيزياء والكيمياء في الدور العلوي لايحتويان على مخارج طوارئ بالإضافة إلى عدم وجود متخصصات في مجال السلامة. من جهتها أوضحت أم بندر والدة إحدى الطالبات في إحدى المدارس أن تسليك الكهرباء في المدرسة الابتدائية التي تدرس فيها ابنتها رديء جدا، وبمجرد امتلاء الخزان بالماء تنبعث من كيبل الكهرباء رائحة تماس كهربائي. مشيرة إلى أنها تحدثت إلى منسوبات المدرسة ولكن لم تجد استجابة. وفي ذات السياق طالبت بدرية السلمي مرشدة طلابية بضرورة الصيانة العاجلة للمدارس التي تعاني من تكدس المياه في موسم الأمطار ما أدى إلى تكوين مستنقعات، حيث تهدد هذه المستنقعات الطالبات بخطر كبير في ظل وجود أسلاك كهربائية مكشوفة منتشرة في أرضيات المدارس، مؤكدة أن المدرسة التي تعمل بها تعاني من تصدعات وتشققات من داخل المدرسة وخارجها، ويستطيع أي زائر لها تلمس هذه الخطورة التي قد تودي بحياة الطالبات في أية لحظة، فيما كشفت عن ضيق الفصول الدراسية، وعدم وجود التهوية المناسبة في فصل الصيف حيث تعاني الطالبات من الحرارة الشديدة. مطالبة بوضع خطط إخلاء وتدريب لكافة المنسوبين، والعمل بها في العام الدراسي عدة مرات لتهيئة الطوارئ وتفادي الأخطار. أما معلمة النشاط في إحدى مدارس جدة رفعة الغامدي، فتقول: أعاني وزميلاتي من نقص في وسائل السلامة بالمدرسة، ونقص أعمال الصيانة المنفذة من قبل الوزارة وغياب المتابعة، لافتة إلى أن المكيفات مكشوفة وبلا أغطية ما يزيد احتمال نشوب حريق لا سمح الله، لافتة إلى أن عددا كبيرا من المدارس مازال يفتقر إلى الكثير من جهود الصيانة، وغالبا ما تتأخر إذا تم طلبها، كما أبدت استغرابها من وجود أفياش مكشوفة في بعض الفصول فيما يعمل أغلبها بنصف الإضاءة الموجودة فيه بسبب تأخر أعمال الصيانة، كما أن مخارج الطوارئ غالبا هي المخارج المستخدمة في دخول وانصراف الطالبات الاعتيادية وطالبت بوضع خطط وقائية من إخلاء وإسعافات أولية، وذلك لاحتواء الخطر حال حدوثه والتقليل من المخاطر. وأوضحت حصة المالكي المعلمة في إحدى المراحل المتوسطة في حي الحمدانية أن هناك فصولا داخل المدرسة تفتقر للتكييف وصيانته وكشفت أنها قد شهدت في نهاية العام الماضي حادثة انفجار مكيف في أحد الفصول نتيجة الضغط العالي وتهالكه، ومن حسن الحظ أن الفصل كان خاليا من الطالبات في وقت الانصراف، وفيما يخص جرس الإنذار فقد شكل جزءا من المشكلة، حيث حمل الكثيرين رنين الجرس ما يحدث من حالات هلع وتدافع للطالبات ولابد من معرفة الخلل في حوادث الحرائق وعلاجها فورا، وطالبت الدفاع المدني بتكثيف الجولات الميدانية بشكل دوري والكشف عن مكامن الخلل في جميع المدارس بلا استثناء.