أكد الباحث الاجتماعي المتخصص في القضايا الاجتماعية والأسرية خالد الدوس أن منفذي جرائم التفجير في المساجد مخالفون للقيم الإنسانية والإسلامية ويعانون من خلل وظيفي في التنشئة الاجتماعية والنفسية والعقلية والتربوية والعقائدية والأخلاقية وبالتالي وقعوا ضحية لأفكار مضللة وآراء هدامة. مشيرا إلى أن الإرهابيين غسلت أدمغتهم بأفكار شيطانية من قبل أجندة خارجية حاقدة جعلتهم أداة لسحق أنفسهم وإزهاق أرواح الآمنين في محاولة فاشلة وبائسة لإشعال نار الفتنة واللعب بورقة الطائفية وتفكيك روابط الوحدة الوطنية. وذكر أن محاربة الأفكار المتطرفة ومجابهتها وحماية شباب الوطن من لوثة الإرهاب تحتاج إلى صياغة استراتيجية وطنية متكاملة تعنى بالأمن الفكري والأخلاقي، وإلى جهود مشتركة (تنويرية) من مؤسسات التنشئة الاجتماعية تنهض بقالب (الوعي الأسري) وترسخ في السياق ذاته قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والحوار ونبذ التطرف والعنف والغلو في الدين وهذا لا يمكن أن يتحقق من دون تكاتف الجميع أمنيا وتربويا وأسريا وإعلاميا ودعويا ومجتمعيا. وأضاف: نسيجنا المجتمعي يشهد اليوم تغيرات في أنماط الحياة الاجتماعية وتحولات اقتصادية وتقلبات ثقافية رهيبة نتيجة وتيرة التحديث والمعاصرة التي ألقت بظلالها على النظم الاجتماعية ومنها نظام الأسرة، التي تمثل أهم مؤسسة تربوية في المجتمع ودورها البنائي والوظيفي في عملية الضبط الاجتماعي، وبات (النسق الأسري) يعاني من مشكلات اجتماعية ومثالب. ومنها ما يعرف ب(بالانحراف الفكري لبعض الأبناء)، خاصة مع ثورة الاتصالات الرقمية وانفجارها التقني وظهور شبكات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك، تويتر، الواتس اب ومواقع الدردشة)، التي باتت في واقعنا المعاصر تشكل جزءا مهما من حياة الشباب من كلا الجنسين الذين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها ومظاهرها برؤى واتجاهات فكرية متباينة. ولفت الدوس إلى وجود بعض المخاطر التي ينبغي فيها على الأسرة أن تقوم بدور الرقيب على أبنائها وحماية عقولهم وتحصين أدمغتهم من المواقع الإلكترونية المشبوهة ومنابر الفتن التي تؤثر على الفكر والخيال والعاطفة والسلوك ويستخدمها أصحاب الفكر التكفيري والمنهج الشاذ في نشر الأفكار المتطرفة والآراء الضلالية وبث الدعوات التحريضية. وبين وجود دلالات ومؤشرات على الانحراف الفكري والأخلاقي للابن، منها التغير المفاجئ في الحالة العصبية والنفسية والاجتماعية وكثرة التوتر والتشتت الذهني وعدم التركيز والانتباه وتعمد الجلوس فترة طويلة على الإنترنت في أوقات نوم باقي أفراد الأسرة في مأمن عن أعينهم والتأخر المتكرر ليلا خارج المنزل بدون مبرر واضح، إلى جانب الميل غير الطبيعي للعزلة والاغتراب عن أفراد الأسرة والغموض في التعامل وعدم الوضوح، إضافة للعزوف عن الدراسة وتأخر التحصيل العلمي، خاصة إذا كان الابن متفوقا في الأصل.