«ألو سيدي، الأوضاع ممتازة والشباب معنوياتهم عالية». «المرة الماضية نفس الجملة سمعتا وبالآخر كنا عم ننسحب من جسر الشغور» هو جزء من حوار هاتفي لا بد أنه قد دار ما بين العقيد سهيل الحسن أو ما يسميه النظام بالنمر وما بين رأس النظام بشار الأسد. ففي معركة جسر الشغور تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا مصورا للحسن يتكئ على عصاه الطويلة ويهاتف الأسد وحوله مناصروه مطمئنا الأسد عن أن جسر الشغور لن تسقط. ساعات وكان «النمر» غائبا عن الصوت والصورة والخبر الأكيد أن جسر الشغور باتت في يد المعارضة وجيش الفتح. القصة تكررت في سهل الغاب، الحسن وهذه المرة جالسا ورابطا جبينه بضمادة بيضاء، يقول: إن سهل الغاب لن يسقط. وأيضا ما هي إلا ساعات وسهل الغاب بات في يد المعارضة. وأكثر من ذلك، نشر جيش الفتح تسجيلا يظهر قوات النظام وحزب الله تنسحب بشكل عشوائي من سهل الغاب باتجاه اللاذقية، وما كان يسمى نمرا تحول إلى قط يهرب مذعورا من أرض المعركة. القيادي الميداني لأحد فصائل المعارضة في سهل الغاب عصام اللول قال ل «عكاظ»: «معركة سهل الغاب شهدت انهيارا غير مسبوق لقوات النظام فبالرغم من الغطاء الجوي المجرم وبالرغم من وجود ميليشيات لبنانية وعراقية إلا أن الثوار تمكنوا من تحقيق انتصار إستراتيجي، هناك انهيار كبير في بنية جيش النظام وأيضا في بنية حاضنته الشعبية، وسهيل الحسن ما هو إلا كذبة اخترعها النظام ليرفع من معنويات أنصاره وليقول لهم هناك أبطال أسطوريون يدافعون عنكم». وختم اللول قائلا إن سهيل الحسن لم يخض معركة وانتصر فيها، تاريخه مليء بالهزائم العسكرية وأيضا مليء بالجرائم ضد المدنيين، هو الآن يخشى أن نلاحقه حتى اللاذقية وهذا ما سنفعل، فهذا النمر ظهر مسخا وقطا غير قادر على المواجهة». سهيل الحسن هو عقيد في الجيش السوري ظهر اسمه خلال قمع انتفاضة مدينة حماة التي شهدت في بداية الثورة السورية أكبر تظاهرة مدنية. الحسن من قرية «بيت عانا» في مدينة جبلة، رئيس قسم العمليات الخاصة بإدارة المخابرات الجوية السورية، اشتهر بقسوته ووحشيته، حيث يتبع سياسة الأرض المحروقة في المناطق التي يسيطر عليها من بعد تحريرها من الثوار، حيث كان أبرزها فتح طريقي اللاذقية- إدلب، وحماة- حلب الدوليين، وفك الحصار عن منطقة خناصر ووادي الضيف وفك الحصار عن معامل الدفاع في ريف حلب. نمر الأسد بات قطا يختبئ في الجحور، لكن الحقيقة تقال، إن الأسد نفسه ما عاد أسدا بل أصبح نملة وراء الجدر الحديدية.