وضعت الجهات المعنية في عروس البحر 6 احياء تحت مجهر الفحص والمراقبة والتدقيق والملاحظة بعدما سجلت الصحة مع بدء العام الميلادي 2015م 3500 حالة اشتباه بمرض حمى الضنك خلال 9 أشهر جاءت منها 2300 كحالات مؤكدة، وسجلت الأحياء الجنوبية التي تشهد انقطاعات المياه ومنها غليل أكثر الأحياء اصابة وتعرضا للمرض نتيجة وجود عوامل عديدة جاذبة لحشرة البعوض المسببة للضنك او ما يطلق عليها عمليا (ايدس ايجبتاى) مثل تخزين المياه العذبة داخل المنازل ووجود بؤر لتوالد البعوض وهو الأمر الذي دعا الى عقد اجتماع عاجل بين الصحة والأمانة وشركة المياه لمواجهة هذا الأمر وبالفعل تقلصت الحالات الى الصفر في فترات سابقة قبل ان تعود لتسجل حالات جديدة مع بداية العام الجديد. «عكاظ» علمت تبعا لذلك أن صحة جدة وضعت 6 أحياء تحت المجهر في هذه الفترة وهي احياء العزيزية، بني مالك، مشرفة، الفيصلية، الصفا، البوادي، نتيجة تسجيل حالات اشتباه بالضنك خلال الفترة الماضية. وفي سياق متصل أوضحت ل«عكاظ» رئيس وحدة الحميات النزفية في صحة جدة الدكتورة هدى فطاني، ان حالات الاشتباه بالضنك بدأت في التناقص الشديد مع ارتفاع درجات الحرارة في هذا الموسم، مبينة وجود تنسيق عال وتحرك كبير في الصحة والأمانة لمواجهة أماكن بؤر التوالد، كما أن صحة جدة عممت على جميع القطاعات الصحية بضرورة الإبلاغ الفوري عن وجود أي حالات اشتباه بمرض حمى الضنك. بلاغ المستشفيات وأشارت الدكتورة هدى فطاني الى ان صحة جدة فعلت قرار البلاغات للمستشفيات وجميع القطاعات الصحية إلى جانب استمرار برامج التوعية الصحية في الأحياء والمنازل والمساجد والمدارس، بالإضافة الى مواصلة التنسيق والتعاون مع الأمانة في الابلاغ عن بؤر البعوض. وافادت ان الجهود في مكافحة الضنك تركز على عدة نقاط هي؛ أولا الاستقصاء الوبائي لمعرفة تحركات المريض خلال اسبوعين قبل الإصابة لمعرفة مصدر العدوى، ثانيا الاستكشاف الحشري لمعرفة كثافة الناقل في محيط منزل المصاب، ثالثا توعية اهالي اسرة المصاب والتأكد من صحة المخالطين واجراء الاستكشاف الحشري داخل المنزل ومحيطه بما يعادل 200 متر وهي مدى طيران البعوض المسبب للضنك (الإيدس ايجبتاي)، رابعا المكافحة الداخلية لكشف البؤر فإن وجدت بؤر لا يمكن مكافحتها فإن الأمانة التي ترافق الصحة في جولاتها تقوم بهذه المهمة، وأخيرا علاج المصاب والتشخيص المبكر للحالات الموجودة داخل الأسرة. الدكتورة فطاني أكدت على اهمية التشخيص المبكر للحالات داعية المرضى إلى اتخاذ كل الوسائل المتاحة لمكافحة البعوض داخل المنازل او في محيط العمل، مع التأكيد على توعية الأطفال بكيفية الحماية من البعوض، وفي حالة تعرض الطفل لأي ارتفاع في درجة الحرارة (سخونة) يرجى ضرورة مراجعة اقرب مستشفى وعدم الاكتفاء بإعطائه المسكنات لأنه في كثير من الاحيان يؤدي عدم اكتشاف السبب الرئيسي لارتفاع درجة الحرارة الى حدوث مضاعفات اخرى. فلافي فيروس عن مرض حمى الضنك شرحت أستاذ الفيروسات الممرضة والعلوم الجزيئية في كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة طيبة بالمدينة المنورة الدكتورة إلهام طلعت قطان وقالت: مرض الضنك يعتبر من ابرز الأمراض الفيروسية، وتسببه مجموعة من الفيروسات يطلق عليها فيروسات الضنك التي تنتمي إلى جنس» الفلافي فيروس» وتنقله بعوضة تسمى (ايدس ايجبتاي)، وهي تتكاثر في المياه المخزونة لأغراض الشرب أو السباحة، أو مياه الأمطار المحتجزة لأغراض الزراعة، أو المتجمعة في الشوارع والطرقات أو الراكدة والمتبقية في الصفائح الفارغة، والبراميل، والإطارات، وعند مكيفات الهواء وحول المسابح. فقدان التذوق وبينت أن لحمى الضنك شكلين سريريين: الأول بسيط وهو الغالب حيث يشبه الزكام الفيروسي إلى حد كبير في بداياته ثم تشتد الحمى حتى تصل إلى 40 درجة مئوية، وقد تسبب الاختلاجات أو التشنجات في الأطفال وتكون غالبا مترافقة مع الصداع، وخاصة في منطقة الجبهة، أو خلف محجر العينين، ثم تظهر الأعراض الأخرى في ما بعد مثل آلام الظهر والمفاصل والعضلات، وفقدان الشهية، وفقدان الذوق، والغثيان والقيء والكسل العام، والطفح الجلدي، اما الشكل الثاني من حمى الضنك، فهو الشكل النزفي وهو مرض خطير وربما قاتل، وتسببه نفس فيروسات الضنك أيضا، إلا أنه لا يحصل في الإصابة الأولى للفيروس، بل يغلب أن يكون في إصابات ثانية لنفس الفيروس، أو بعد إصابة جديدة لفيروس ضنكي آخر غير الأول لذلك من المهم تعريف سلالة الفيروس و طرازه الجيني. وخلصت الى القول إن الاكتشاف المبكر لحالات حمى الضنك يعتبر من أهم العوامل للسيطرة على المرض من خلال مكافحة الناقل للفيروس وهو بعوضة الإيديس إيجبتاي.