هذه الأيام تتحرك المبادرات السياسية من أجل الوصول إلى ضوء في نهاية النفق السوري المظلم، ولكن هذه المرة على الطريقة الإيرانية بمبادرة رباعية تحاول إعادة إنتاج الأسد وتعويم نظامه بعد كل هذا القتل والدمار والتشريد الذي لحق بنصف الشعب السوري. لا شك أن كل الأطراف الدولية والإقليمية وأهل الصراع يسعون للحل وإنهاء طاحونة القتل، لكن ليس على هذه الطريقة الإيرانية. هذه الطريقة في الحل هي ضد حركة التاريخ وضد الواقع وضد الشعوب والإنسانية، إذ لا يعقل أن شخصا يريق كل هذا القدر من الدماء يمكن أن يكون ضمن أي مرحلة مقبلة من حياة السوريين. لقد حددت مبادرة «جنيف1» التي وضع أسسها أول مبعوث دولي إلى سوريا (كوفي عنان) أسس الحل للأزمة الذي يقوم على مرحلة انتقالية خالية من الأسد وتشكيل هيئة حكم انتقالية لا يشارك فيها أي ممن تلوثت أيديهم بالدم السوري، وهذه هي الحامل السياسي الأساسي للحل السوري.. دون ذلك لن يقبل الشعب السوري أي حلول تجميلية.