تواصل مليشيات الحوثي طمس التاريخ اليمني، وبخاصة في منطقة تهامة وتعز وعدن، والذي يشكل تهديدا لخزعبلات الحوثي الكاذبة، والتي تتحدث عن ارتباطات تاريخية لا وجود لها في اليمن. «عكاظ» تابعت حالة التدمير التي تتعرض لها المواقع التاريخية ومحاولة استهداف بعض الأعلام الثقافية والفنية في عدد من المدن اليمنية، بينها مدينة زبيد التي شكلت حركة علمية امتدت إلى تعز وعدن وحضرموت. وأوضحت مصادر مطلعة ل«عكاظ» أن الحوثيين عمدوا في بداية العاصفة على تكثيف وجودهم في المواقع التاريخية وبيوت الثقافية، حيث حولت إلى مواقع عسكرية ومخازن للسلاح، بينها قلعة الحديدة التاريخية والمواقع والقلاع التاريخية في زبيد التي تحتضن أسرا عريقة؛ مثل بيت الأهدل، والمحضار، والسقاف، وابن علوان، الحسيني، الطيار، والعيدروس، والنهاري، وباعلوي والوجيه، وتلك أسر ترتبط بالتاريخ اليمني، وبخاصة «زبيد» التي توصف بمدينة العلم والعلماء لدى الشعب اليمني، وتمتلك موروثا ثقافيا تعرض طيلة العقود الماضية في حكم الرئيس المخلوع لمحاولات عديدة لتدميرها رغم التحذيرات من اليونسكو، غير أنه في عهد الحوثي تحولت إلى ثكن عسكرية، وتم نهب الكثير من الكتب التاريخية القديمة وحرقها. وابتدأت ميليشيات الحوثي بالسيطرة في تهامة على قلعة الحديدة الساحلية، واستهدفت الأحياء القديمة بجوارها، حيث تم تدمير العديد من المساكن، فيما استهدفت قلعة القاهرة بتعز، إذ جرى اتخاذها ثكنة عسكرية، وهو ما عرضها للتدمير الشامل. وفي محافظة عدن، سيطرت ميليشيات الحوثي على مسجد العيدروس التاريخي وعدد من المواقع واتخذتها ثكنا وفجرت بعضها، فيما استهدفت بعض المواقع بالحسيني بلحج. ولم تكتف ميليشيات الحوثي باستهداف المواقع التاريخية، بل عمدت لاختطاف وتهديد الكثير من الفنانين والمثقفين أثناء سيطرتهم على العاصمة صنعاء، ما فرض على الكثير مغادرة البلاد، وفضل آخرون الاختفاء بين حيطان بعض المنازل في صنعاء وتعز وعدن والحديدة. وقد فرض التحرش الحوثي بالفنانين والمثقفين إلى المشاركة في صفوف المقاومة في محافظة عدن وتعز، حيث تشير المعلومات إلى أن عددا من المثقفين والفنانين يشاركون الآن في التدريبات في تعز. وقال الصحفي والناشط في محافظة الحديدة أيمن جرمش ل«عكاظ»: «هناك الكثير من المواقع التاريخية في تهامة، وبخاصة في زبيد تعرضت للتدمير الممنهج، بغية طمس التاريخ لهذه المدينة، ولتهامة على وجه الخصوص، ناهيك عن ما يمارس من تدمير للمواقع التاريخية، وبخاصة في تعز وعدن».