نقف محتارين بين نظرة المجتمع وقوة الدين! فعندما تصبح كلمة (عيب) هي من تحكم المجتمع وعندما تصبح ثقافة (العيب) أشد علينا من (الحرام) وعندما يرتبط السلوك ب(العيب) ويبتعد عن (شرع الله) نحن نقول فقط هذا عيب! للأسف طغت هذه الثقافة المرة على حياتنا وسلوكياتنا التي ترجع إلى غياب الوعي الثقافي، فقد حان الأوان لأن ننزع هذه الأفكار والعادات والتقاليد الفاسدة من جذورها. حقا إن الفرق شاسع بين ما يبيحه الدين وما يحرمه وبين ما تبيحه العادات وما تحرمه. إن كلمة عيب نابعة من قبل الناس وتختلف من شخص لآخر وتتغير مع تغير الأجيال ولا تواكب التطورات ولا تتعايش مع كل العصور. أما الحلال والحرام فهما كالسيف الحاد وهو ما حرمه وحلله الله في شريعتنا في حين أنه يلائم جميع المجتمعات ويتزامن مع جميع العصور. إن ثقافة العيب بعيدة كل البعد عن مبادئ الدين والأحكام التشريعية، ولا ترعى تطبيقاته بل تخيم عليها التقاليد الاجتماعية المتوارثة. التي ليس لها أي أساس منطقي أو ديني وبالأخص التي تشجع على التفرقة بين الناس والعنصرية وغيرها إلخ... فما هي إلا أفكار خاطئة باتت تستحوذ على سلوكياتنا ومصيرنا وتسيرنا بل إنها تعيق تقدمنا بدلا من أن تكون المحرك الأساسي لازدهار وتطور أفكارنا وأفعالنا، حيث أصبحت عثرة في طريق كل شاب وشابة - فعلى سبيل المثال لا الحصر - فهذا شاب مثلا أخذ يعمل بمهنة بسيطة وشريفة، حيث انهال عليه مجتمعه بكم كبير من العبارات المحبطة في حين أنه لو عمل بهذه الحرفة البسيطة في بلد آخر سيرحبون به بكل حفاوة. ويوجد الكثير والكثير من هذه الأمثلة التي حرمها المجتمع على نفسه في حين أن الدين أباحها. فقد آن الأوان الآن لأن نسأل أنفسنا.. متى نتحرر من هذه القيود التي تكبل أيدينا وعقولنا..!! يجب أن يخضع العيب إلى الحرام وأن يكون مصدر تشريع العيب مبنيا على الحرام لا العكس! ربوا أبناءكم على خشية الله قبل الناس وأن يضعوا مخافة الله بين أعينهم فهو الخير كل الخير.