إسرائيل ابنة الخطيئة الأولى، وهي الاستيطان، والاستيطان هو المستوطنون، وهؤلاء يسرقون الأرض بكل الوسائل وأبرزها استخدام القوة، وهذا ما حصل معنا فلسطينيا على امتداد اكثر من قرن من الزمان، حتى لو كانت هذه القوة هي المجازر نفسها، والذاكرة الفلسطينية والعربية مليئة بالمجازر ابتداء من دير ياسين وصولا الى احراق الرضيع علي دوابشة ومن قبله محمد ابو خضير والف مجزرة اخرى، ذلك ان الاستيطان لا ينتج سوى نفسه اي الحقد والكراهية والارهاب والجرائم. والسؤال الاول هو: هل العالم الذي ارتكب الجريمة الاولى والخطيئة الاولى وهي انشاء اسرائيل لحسابات تنتمي الى ذلك الزمن راغب في التكفير عن خطيئته الاولى ولو بالحد الادنى، أي بتطبيق قراراته المعروفة باسم قرارات الشرعية الدولية؟. والسؤال الثاني: هل نحن فلسطينيا سنبقى نتمرغ في وحل هذا الانقسام الذي يعرف كل طفل فينا انه صناعة اسرائيلية مئة في المئة؟. بالتأكيد نحن مستمرون في الذهاب الى كل منصات القضاء الدولي، ولكن امام هذا الانحدار المريع في مستوى القيادة الاسرائيلية فإنه لا بد من التفكير الجاد في بدائل اخرى لأنه لا يمكن الاستمرار هكذا ضحايا لقطعان المستوطنين الذين لا يحكمهم اي معيار اخلاقي ولو بالحد الادنى، وان علاقاتنا الوطنية يجب ان تكون محكومة بهذا المعيار وان نوقف هذا الجدل المخزي حول وحدة كيفما اتفق لأن الذين يخونون وحدة القضية ووحدة الشعب ووحدة الوطن يعرفون ماذا يفعلون.