في دول الابتعاث يجد الطلاب السعوديون باختلاف مناطقهم واسرهم وعاداتهم انفسهم ضمن اسرة واحدة يعيشون نفس المصير ، يحتفلون بالمناسبات السعيدة سوية ويتكاتفون لتجاوز العقبات والصعاب ويساند بعضهم البعض في وقت الحزن والأسى في تجربة فريدة لم يكونوا ليمروا بها لو استمر بقاؤهم في مناطقهم السعودية المختلفة. عكاظ رصدت ابرز ملامح حياة التلاحم بين الطلاب المبتعثين في امريكا والذين سردوا بعضا من قصصهم عن الاشقاء الجدد الذين عرفوهم في الاراضي البعيدة. علي حسن طالب مبتعث سرد قصته مع الغربة حيث قال انه عاش مرحلة عصيبة قبل مغادرته المملكة فمن سيكون معه وقت الشدة خاصة وانه لايعرف احدا في امريكا ولغته الانجليزية ضعيفة جدا مضيفا انه عندما تواصل مع بعض الطلاب المبتعثين قبل وصوله لم يكن يتوقع ان يجد كل ذلك الاهتمام من استقبال في المطار وبحث عن سكن والمساعدة في شراء ونقل الاثاث ومن ثم اكمال اجراءات التسجيل. الطالبة ايمان. ق. قالت وصلت انا ووالدي الى مدينة الدراسة وبحثت كثيرا قبل وصولي عن اي شخص يتم التواصل معه ولكني لم اجد الا بعد ايام من وصولي وكنا في وضع صعب بسبب غياب المواصلات وعدم قدرتنا على التواصل بسبب اللغة. اضافت قمنا بالاتصال بالطالب السعودي الذي ورغم مشغولياته وقف معنا كواحد من اسرتنا حتى استقرت امورنا وهذا علمني اول درس عن فوائد الابتعاث وهو مد يد العون لمن يحتاجها كما حصل معي. الطالب عبدالرحمن . م .يقول انه في بداية وصولي الى ارض الابتعاث حذرني الكثير من الاختلاط بالطلاب السعوديين حتى اكتسب اللغة ولكنهم تناسوا ان يبلغوني ان اللغة تكتسب بوجودهم او عدمه ولكن وجود ابناء بلدي في مكان كان باعثا على الطمأنينة وهو ما حصل عندما اصبت بمرض شديد تطلب نقلي للمستشفى وقام مجموعة من اخوتي السعوديين بإيصالي والتناوب على مرافقتي في المستشفى لايام حتى تحسنت وغادرت واصبحت ادرك قيمة بلدي وثقافتها الاسلامية الحاضة على التعاون والاخاء.. الطالب ماجد يقول ان زملاءه واصدقاءه قاموا بالاحتفال في عدد من المدن الامريكية بمناسبة تخرجه كما يتذكر انهم وقفوا معه منذ وصوله رغم عدم معرفتهم السابقة به وحتى ايصاله للمطار مغادرا بعد سنوات وهو بجانب الشهادة العلمية سلوك حميد تعلمناه من بعضنا وسنواصل تطبيقه في حياتنا عندما نقدم يد العون . تتضح اجمل صور التواصل لدى المبتعثين بين السيدات بصورة اكثر وخاصة المرافقات لازواجهن حيث يحرصن على عقد اجتماعات اسبوعية وتكثيف الزيارات بينهن والتعاون وقت الحاجة. الطالبة سامية .م . قالت ان السيدات السعوديات في المدينة التي ادرس فيها يقمن بوضع جدول طبخ للنساء اللاتي يلدن حديثا ويستمر جدول الطبخ بعد ولادة الطالبة لمدة اسبوعين او اكثر وأتذكر انني عندما انجبت طفلي الاول ظلت وجبات الاكل تتوافد الى بيتي لمدة عشرين يوما وهي بادرة رائعة بتنا نفتقدها حتى في السعودية ، انه امر محفز ان يكون حولك كل هؤلاء البشر ويقفون معك كأسرة واحدة. اما ام ابتسام فقالت ان الطالبات المبتعاثات قمن ذات مرة بالعناية بطفل تعرضت امه لحادث مروري حتى غادرت امه المستشفى وعادت للمملكة كما يساعدن بعضهن ماديا ومعنويا لانهن يجدن في بعضهن التعويض عن حالة الفقد للأسرة في الوطن.