كررت وزارة التعليم العالي تحذيراتها بعدم المناقشة في السياسة والدين، على مسامع المبتعثين، وذلك على مدى 6 أيام في الملتقى السابع الذي اختتم أول من أمس بمدينة الرياض، ويسعى لتأهيلهم لمرحلة الابتعاث. وطالب مدير عام الإدارة العامة لمعادلة الشهادات الجامعية في وزارة التعليم العالي الدكتور عبدالله بن علي القحطاني المبتعثين خلال محاضرة ألقاها في الملتقى السابع للمبتعثين، أن يختلطوا مع أهالي دولة الابتعاث لاكتساب اللغة، وأن يكونوا صداقات، شريطة ألا يتحدثوا في الدين والسياسة، إضافة إلى أن يكونوا رسلا لتحسين صورة المجتمع السعودي. وأشار القحطاني إلى ضرورة تطوير مهارات اللغة، وأن ذلك يتطلب من المبتعث مزيداً من الجهد والمثابرة حتى يتعلم اللغة، وعلى الطالب أو الطالبة الاحتكاك بالبيئة المباشرة، وعدم الاعتماد على زملائهم المبتعثين في إنهاء إجراءات، مثل استخراج رخصة القيادة، واستئجار سكن، وذلك لمعرفة مصطلحات في اللغة. وقال القحطاني "نحن أمة نحمل أعظم رسالة، وهي هذا الدين العظيم، ونحن أمة نحمل مبادئ وقيماً وخلقاً، ونظل من الأمم القليلة التي ما زالت تحتفظ بقيم اجتماعية ودينية رائعة، ونحن دائماً ما تشوه صورتنا بالخارج لأسباب كثيرة أنتم تعرفونها، نريدكم أن تكونوا لنا رسلاً لتحسين الصورة، من خلال الاحتكاك بهم". وشدد القحطاني على المبتعثين بأن يقلصوا التواصل اليومي مع المتحدثين باللغة العربية، وعدم الذهاب إلى الأماكن التي يرتادها العرب، قائلاً "إن مثل هذا الأماكن لا تكسبكم اللغة، وعليكم متابعة وسائل الإعلام المحلية لدولة الابتعاث، لمعرفة ماذا يقال عنا"، مشيراً إلى أن اللغة لا تكتسب من الدراسة فقط، بل من خلال الاختلاط بالمجتمع". وقال القحطاني "من أراد أن يدرس وينجح سينجح ولكن لن يتعلم، ومن أراد التعلم سينجح بتفوق ويتعلم، عليكم بالتركيز على الفهم، وليس على كيفية اجتياز المقرر". وأضاف القحطاني "على المبتعث الحرص على اقتناء المراجع العلمية، إذ من الخطأ أن يعود المبتعث دون أن يقتني تلك المراجع، مع الحرص على حضور المقررات للاستماع ومناقشات الرسائل العلمية وورش العمل والمؤتمرات للاستفادة منها". وكشف القحطاني في تصريح صحفي عقب المحاضرة أن "الإدارة العامة لمعادلة الشهادات الجامعية في وزارة التعليم العالي قامت بمعادلة 6 آلاف شهادة خلال العام الحالي، مشيراً إلى أن 5% من شهادات الماجستير والدكتوراه لم تعادل، بسبب أنها لموظفين حصلوا عليها من جامعات عربية غير معترف بها، وأنهم لم يتحملوا عناء السفر والدراسة في بلد الجامعة". وأكد القحطاني، أن دور الوزارة حماية المجتمع من هذه الشهادات التي قد تكون مزورة، وأن وزارته طوَّرت برامج معادلة الشهادات بتدشين نظام لمعادلة الشهادات عبر الموقع الإلكتروني، من خلاله يستطيع الطالب إرسال شهاداته عبر البوابة الإلكترونية من أي مكان في العالم، وسيتلقى المرسل الرد على طلبه، دون الحاجة لمراجعة الوزارة. وبيَّن القحطاني أن مدة الرد على طلبات المعادلة من خلال الموقع الإلكتروني تتباين للتأكد من صحة الشهادة، والوزارة تراسل الملحقيات للتأكد من أن الشهادة غير مزورة، من خلال مراسلة إلى الجامعة التي صدرت عنها الشهادة، وقد يستغرق الرد حسب الجامعة من أسبوعين إلى شهرين.