أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    أنماط شراء وعادات تسوق تواكب الرقمنة    ترسيخ حضور شغف «الترفيه» عبر الابتكار والتجديد    رحلة طموح    حقبة جديدة    من توثيق الذكريات إلى القصص اليومية    قوائم مخصصة في WhatsApp لتنظيم المحادثات    فوز ترمب.. استمرارية العرف الاجتماعي أم بوادر تحول في الهوية الأمريكية ؟    الغرب والقرن الأفريقي    نعم السعودية لا تكون معكم.. ولا وإياكم !    كولر: فترة التوقف فرصة لشفاء المصابين    مدرب الأخضر يستبعد عبدالإله العمري ويستدعي عون السلولي    الأزرق في حضن نيمار    الحرّات البركانية في المدينة.. معالم جيولوجية ولوحات طبيعية    الناس يتحدثون عن الماضي أكثر من المستقبل    «زهرة» تزرع الأمل وتهزم اليأس    مقال ابن (66) !    أين فقرة الكتاب في البرامج اليومية؟    الاتحاد يتغلب على العروبة بثنائية في دوري روشن للمحترفين    ضبط شخصين في جدة لترويجهما (2) كيلوجرام من مادة الحشيش المخدر    شرطة النماص تباشر «إطلاق نار» على مواطن نتج عنه وفاته    «السوق المالية»: إدانة 3 بمخالفة نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية ونظام الشركات وتغريمهم 3.95 مليون ريال وسجن أحدهم    «سلمان للإغاثة» يوزع 1.490 من السلال الغذائية والحقائب الصحية في محافظة إدلب    وكيل أعمال سعود عبدالحميد يكشف حقيقة عودة موكله إلى «دوري روشن»    انطلاق أعمال مؤتمر النقد السينمائي الدولي في الرياض    إنطلاق أعمال المؤتمر العالمي لطب الأعصاب بمشاركة اكثر من 350 مختصاً    المربع الجديد يستعرض آفاق الابتكار الحضري المستدام في المؤتمر العالمي للمدن الذكية    "سلمان للإغاثة" يوزع 2.459 كرتون تمر في مديرية الوادي بمحافظة مأرب    أمير القصيم يرعى حفل تدشين 52 مشروعا صحيا بالمنطقة بتكلفة بلغت 456 مليون ريال    فقيه للرعاية الصحية تحقق 195.3 مليون ريال صافي ربح في أول 9 أشهر من 2024 بنسبة نمو 49%    الأمير محمد بن عبدالعزيز يدشّن فعاليات مهرجان شتاء جازان 2025    بانسجام عالمي.. السعودية ملتقىً حيويًا لكل المقيمين فيها    رحيل نيمار أزمة في الهلال    «دار وإعمار» تكشف مشاريع نوعية بقيمة 5 مليارات ريال    أمانة الشرقية: إغلاق طريق الملك فهد الرئيسي بالاتجاهين وتحويل الحركة المرورية إلى الطريق المحلي    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    محافظ جدة يشرف أفراح آل بابلغوم وآل ناصر    هاريس تلقي خطاب هزيمتها وتحض على قبول النتائج    المريد ماذا يريد؟    منتخب الطائرة يواجه تونس في ربع نهائي "عربي 23"    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    أربعينية قطّعت أمها أوصالاً ووضعتها على الشواية    الدولار يقفز.. والذهب يتراجع إلى 2,683 دولاراً    ربَّ ضارة نافعة.. الألم والإجهاد مفيدان لهذا السبب    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    التعاطي مع الواقع    ليل عروس الشمال    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    تقاعد وأنت بصحة جيدة    الأنشطة الرياضية «مضاد حيوي» ضد الجريمة    الداخلية: انخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    فلسفة الألم (2)    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطلاب السعوديون في الخارج : معاناة .. مشاكل .. عدم اعتراف !
نشر في اليوم يوم 22 - 11 - 2004

جميل أن يعود أبناؤنا محملين بعلوم وثقافات دول مختلفة تخدم أرضهم ومستقبلهم, ولكن إذا كان الأمر هروبا كما يعده البعض فذلك أمر مختلف, فغالبية الطلاب والطالبات اتفقوا على عدم جدوى الدراسة هنا وأن الدراسة في الخارج أصبحت هاجس الكثيرين ويرجعون السبب إلى عدم وجود جامعات تستقبلهم وبعضهم إلى عدم منطقية بعض التخصصات الموجودة أو افتقادها للمنهجية فيضطرون للانسحاب, أو اكتفاء بعض الأقسام بأعداد معينة لا تستوعب الباقين, كما أن أغلبهم قام بدراسة تخصصات غير مقتنع بها أبدا ويناشدون بافتتاح جامعات وأقسام مختلفة تتناسب و متطلبات الحاضر وتخولهم للحصول على وظائف وهي بحد ذاتها مشكلة أخرى, فهل يحتاج الأمر إلى مراجعة فعلا وهل جامعاتنا فعلا لا تستوعب الآلاف من طلابنا وطالباتنا الذين يتدفقون كل عام من مختلف المناطق فلا يجدون بدا من المغادرة أو البقاء في منازلهم. كما يعتقد البعض أن أكثر من عشرين بالمئة من أبنائنا وبناتنا صدروا للخارج أضف إلى ذلك الفكرة الخاطئة لدى أكثرية مسئولي التوظيف وهو ارتفاع نسبة فرص التوظيف لمتخرجي الدول الأجنبية بالنسبة للمتخرجين المحليين من حيث الشهادة ونظم التعليم حيث لهم الأولوية, كل هذه آراء فهل كلها أفكار خاطئة أم تحمل الكثير من الصواب أم أن دراستهم في الخارج ظاهرة صحية من ناحية أخرى, أبناؤنا في الخارج و"اليوم" تنقل همومهم ومعاناتهم:
تحد
يبدأ فهد.ع(إدارة مالية-أميركا) بنقل صورة عن حياتهم فيقول: بدأت معاناتنا منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر حيث أصبحت أميركا في حالة تخبط تام من حكومة وشعب وبدأ ت معاملة الأمريكيين تتغير تجاهنا كسعوديين من تحقيقات واعتقالات بدون سبب و تلقي الشتائم والضرب أحيانا واقتحام الشقق وتكسير السيارات وضرب المحجبات وذلك من قبل الأميركيين أنفسهم, وكانت ردة الفعل الأولى مغادرة عدد كبير جدا من العرب والطلاب السعوديين الذين اضطروا لحذف الفصل بكامله, وراودتني فكرة العودة حينها مع أصدقائي ولكنني فضلت الصمود أمام الموقف.ولم تتخل السفارة عنا في ذلك الموقف بل قامت بمهاتفتنا وإعطائنا أرقام محامين وطلبت منا تفقد بعضنا البعض وعدم الخروج إلى أن يهدأ الوضع . وبالفعل هدأ الوضع بعد فترة وتعودنا, وبدأت الاجازات بعدها خلال شهر ديسمبر حيث عاد الأغلبية ولم يكن هناك أي تشدد عند عودتنا للسعودية ولكن ازدادت مسألة التفتيش عند عودتنا لأميركا.
أزمة فيزا
ويواصل فهد حديثه: ثم ظهرت مشكلة الفيزا نهاية الفصل الدراسي حيث عانينا من هذه المسألة ولم يتمكن الأغلبية من استخراجها بسهولة وذلك بسبب التدقيق على الطلاب السعوديين فقد أصبح استخراجها يتطلب أشهرا من بعد ما كان يوما واحدا أما الذين كانت فيزتهم سارية فلم يعانوا من ذلك في تلك الفترة, وقد انتهت فيزتي بعد أقل من عام على عودتي لأميركا حيث بقيت هناك سنتين ونصف السنة لم أتمكن من العودة فيها للسعودية و بعضهم بقي ثلاث سنوات لأننا لانضمن استخراج فيزا من جديد لدى عودتنا لأميركا بسرعة. و من ناحية أخرى فقد صدر قانون يطبق على مقيمي خمس دول ومن ضمنها السعودية وذلك بالتسجيل لديهم وأخذ معلومات و صور شخصية وأسئلة تختص بحساباتنا في البنوك والعنوان والبصمة الخ وذلك عند دخول الدولة ومغادرتها, وقد أشعرت تلك التطبيقات البعض منا بالإهانة, وتحولت بعد فترة إلى تطبيقات سنوية فقط.
التصديق
ويضيف: أما من ناحية الملحق الثقافي فهم أيضا متعاونون إلى حد كبير ولكن صادفني موقف وإن كنت لا اعتقده متعمدا وذلك عند تخرجي نهاية العام المنصرم عندما حان وقت الأجازة وطلبت تصديق وثيقة التخرج فقد كلفت صديقي بمهاتفة الملحق بعد أن عدت للبلاد لأن استخراج الوثيقة يتطلب مدة ولم يتلق أي رد لأكثر من أسبوع ونصف ونحن نتابع الاتصال كل وقت دون جدوى مما أشعرني بالضيق ثم تلقينا الرد بعدها وتم تصديق الوثيقة.
المكافآت
أما المبتعث "م س" (هندسة- أميركا) فيعلق: إن المسئولين في السفارة السعودية في أميركا متعاونون للغاية ومن أفضل المسئولين ولم نلق منهم إلا كل الاهتمام عدا ملاحظات بسيطة أود طرحها وهو أن رواتب الطلاب المبتعثين تنزل بالتاريخ الهجري ونحن مرتبطون بإيجارات وفواتير وكلها تبدأ بالتاريخ الميلادي مما يسبب لنا الكثير من الإحراجات, كما أن أغلب الرواتب لم تزد منذ فترة طويلة وأغلب طلاب الخليج زادت رواتبهم إلا نحن خصوصا مع غلاء وارتفاع الأسعار في بعض الولايات وأتمنى النظر في هذا الأمر.
فقدت صديقي
وبألم وتأثر يسرد لنا هيثم الثواب (طب عام وجراحة- سلوفاكيا) مأساته: كنا نعاني منذ بداية فترة التسجيل من عدم وجود سفارة سعودية في سلوفاكيا لتهتم بمشاكلنا مثل ما يختص بأمور تجديد جواز السفر أو تخليص أوراق استكمال الإقامة والسبب عدم وجود أي جهة حكومية سعودية قريبة منا إضافة إلى وجود الملحقية الثقافية في دولة أخرى فأي مشكلة تحدث وإن كانت صغيرة أو تخليص أوراق مطلوبة نضطر للسفر للدولة التي بها الملحقية الثقافية السعودية التابعة لسلوفاكيا وهي فيينا -النمسا والأمر يحتاج لفيزا وهو أمر صعب تحت ظل الأوضاع فالمواطن السعودي يواجه مشاكل في تخليص أموره في بعض السفارات , هذا بشان الملحقية أما بالنسبة للسفارة و ما يتعلق بمشاكل الطلاب من شرطة الخ فمنه ما حدث قبل شهر تقريبا وهو وفاة صديقي طالب سعودي يسكن معي في نفس الشقة إثر حادث تصادم سيارات في تقاطع خطير من أشخاص لم يكونوا بكامل وعيهم حيث كان يستقل سيارة أجرة مع شخص آخر ولقي حتفه فأخذوا الجثة للمستشفى لبدء عملية التشريح و لولا معرفة المسئولين في المستشفى بأنه طالب مسلم لحدث أمر آخر وتم التشريح, ولأن الحادث وقع ليلا أخبرونا بوجوب تلقي أمر رسمي من أقارب الفقيد بعدم تشريح الجثة و التنازل عن حقهم في التحقيق للحادث وقد كان الأمر بغاية التعقيد لعدم وجود أي جهة حكومية نستند لها في مثل هذه الأمور, وتمت الاتصالات بيننا و بين السفارة وأهل الفقيد إلى أن توصلنا لحل غير مباشر وجرت الأمور من هنا بكتابة الخطاب من السعودية بخط والد الفقيد بعدم تشريح الجثة و تصديقه من الإمارة و من الوزارة الخارجية و من ثم يتم إرسالها للقنصل المسئول في النمسا ومن بعدها للوزارة الخارجية السلوفاكية و بعدها للداخلية و بعدها لمركز القرية التي وقع فيها الحادث و بعدها للشرطة و بعد الموافقة من قبل المحقق القائم على الحادث يذهب الخطاب للمستشفى و تتم عملية توقيف التشريح, وقد أخذت العملية ما يقارب اليوم ونصف والجثة مغطاة فقط بقماش أبيض بانتظار أمر التوقف أو أمر التشريح لكن شاءت الظروف والحمد لله بوقفه.
نقل الجثمان
ويضيف هيثم بحزن عميق: ثم جاء دور نقل الجثمان للسعودية ونحن كطلاب لم تكن لنا معرفة و دراية بالعملية وكيفيتها, وبعد طلب من السفارة بإرسال مسئول يباشر العملية حيث حضر في اليوم الثالث تقريبا وأخذت عملية مصادقة الأوراق واستخراج شهادة الوفاة يوما ونصف يوم آخر وبعد جهد مضن انتقلت الجثة جوا للمملكة لمطار الدمام حيث استغرق الأمر خمسة أيام والجثة محيرة حتى تغير شكلها وساء الأمر. فلو كانت هناك جهة حكومية قريبة فلن يتطلب كل ذلك التعب فهذه مشكلة القنصلية و بعدها عنا.
لا سفارة
ويتفق هيثم الثواب مع زملائه حسام المساعد, وائل الأمير, ياسر العتيبي وخالد الزهراني (طب عام وجراحة- سلوفاكيا) في آرائهم فيتحدثون: بالنسبة لدراستنا لم يكن هناك أي اهتمام بالطلاب فقد كنا ندرس في قرية ريفية تدعى مارتين وسط الجمهورية في جامعة كومينيوس وكلية جوسينيوس للطب والجامعة الرئيسة في العاصمة براتسلافا أما الآن فبأمر من الملحقية الثقافية السعودية في النمسا فعلى الطلاب السعوديين الانتقال للدراسة في العاصمة وقد كان على حسب علمنا أننا سندرس السنة التحضيرية في العاصمة و السنة التي تليها في مارتين وذلك مما عرفناه عن طريق فرع لمكتب شركة في الرياض بعد ترجمة الشهادة الثانوية واستكمال الأوراق و اخذ الموافقة بالدراسة في سلوفاكيا ومن ثم اتجهنا هناك بعد أخذ الفيزا السياحية من أبو ظبي وهي فيزا الطالب لعدم وجود سفارة وبعد وصولنا وأخذ الفحص الطبي و استكمال الأوراق المطلوبة لشرطة الأجانب اكتشفنا وجود تلاعبات من قبل الشركة التي قدمنا عن طريقها فواجهنا الكثير من المشاكل كما أن بعض الطلاب انتهت فيزته السياحية واضطر لأن يدفع غرامة مالية و يسافر من جديد و يحصل على فيزا للعودة و البعض الآخر اضطر أن يتهرب من الشرطة دون وجود أي جهة سعودية تدافع عنا وبعد ستة اشهر حصلنا على فيزا الطالب. وواجهتنا صعوبات في الدراسة من ناحية أخرى لأن أغلب الوقت كان لتخليص أمور الشرطة.
تضارب
ويضيفون: كانت دراستنا بالإنجليزية و كنا على علم بضرورة الدراسة بلغة البلد أي السلوفاكية لتكون الشهادة معترفا بها من قبل وزارة التعليم العالي بعد التخرج وكنا على أمل أنه بعد سنة أو سنتين يتم التنازل من قبل الوزارة عن اللغة فهاتفنا السفارة وقتها فقرر الدكتور عبد الإله آل الشيخ من الملحقية الثقافية في النمسا زيارة الجامعة التي ندرس فيها وكانت الزيارة للإطلاع على حال الطلاب والجامعة إلا أننا تفاجأنا بقرارات كان أولها ضرورة نقلنا للدراسة في العاصمة وذلك لان لجنة التقييم التي زارت البلد من قبل وزارة التعليم العالي قيمت الكلية التي في العاصمة ووافقت عليها و لم توافق على الكلية التي في مارتين برغم اتجاه كثير من العرب والخليجيين للدراسة في مارتين لأفضليتها وبعد نقاش طويل طلبنا تساهلا لنبقى في مارتين وندرس باللغة الإنجليزية بما أننا مطالبون بها في الامتحانات وامتحانات المعادلة للشهادة وقت التخرج فقرر القنصل كتابة خطاب يقول فيه أن الكلية التي ندرس فيها في مارتين أفضل من العاصمة وكذلك خطاب من الجامعة, وذلك لرغبة الطلاب السعوديين الذين يدرسون في مارتين بالبقاء وتم إرسال الخطابات لوزارة التعليم العالي بالرياض و كنا على أمل إما بالموافقة الجزئية للقرار الأول بمعنى أن ندرس في مارتين ولكن باللغة السلوفاكية أو أن يقوموا بإرسال لجنة تقييم لمارتين للنظر في الأمر.
القرار
وكانت نهاية المسألة في حوارهم: وبعد الانتظار جاء قرار وزراة التعليم العالي بأنه على الطلاب السعوديين كافة الدراسة في العاصمة و باللغة المحلية أي السلوفاكية فجاء القرار مخالفا تماماً لتوقعاتنا فالمشكلة ليست صعوبة النقل ولكن الدراسة باللغة المحلية أمر غير مقبول ولنفترض أننا تعلمناها ماذا سنستفيد ووزارة التعليم العالي ستختبرنا باللغة الإنجليزية. مما يعني تناقض الفكرة أن ندرس بلغة ونختبر بلغة أخرى حيث سنضطر لدراسة لغة إنجليزية مكثفة بعد التخرج على أمل النجاح في امتحانات المعادلة في الوزارة. إضافة أنه لو قبلنا بعرض الوزراة ستكون لنا الأولوية للالتحاق بالبعثة وهذا عرض مغر جداً حيث اننا ندرس على حسابنا الخاص لكن في النهاية نحن مطالبون بمجهود مضاعف لتعلم لغتين وهذه مشكلة كبيرة ومعاناة أكبر.
سوء تعامل
أما صبا الغانم (الأردن, عمان-علوم الحاسب) فتفرغ جعبتها بهذه الحكايات: تخرجت من الثانوية العامة بمعدل 94% وقمت بتقديم أوراقي في كلية الدمام, واضطرني الأمر تسجيل خمس رغبات لتخصصات مختلفة وهي من شروط التقديم فتم قبولي في قسم "نبات" وهي آخر رغبة كتبتها مضطرة كما أنه أسوأ قسم تتهرب منه الطالبات ولا يمت لطموحي بصلة حيث تقبل فيه المعدلات المنخفضة إضافة إلى عدم جدوى دراسته من تحليل سيقان وجذور النبتة التي لن تنفعنا مستقبلا كما يطلب منا حفظ مذكرات ضخمة وما سمعته أن من تخرجوا منذ أكثر من اثني عشر عاما لم يتم توظيفهم مما أشعرني بالإحباط فقررت أن أتجه للدراسة في الأردن على حسابي الخاص وكان الملحق الثقافي آنذاك قبل أربع سنوات في سوريا فذهبنا للتقديم هناك. وبعدها تم فتح ملحق ثقافي في الأردن, ولكن الأمر الذي عانى منه الطلاب والطالبات على حد سواء هو الإهمال من قبل المسئولين في الملحق والتي أثرت علي كطالبة ومن المواقف التي حدثت لي هناك أنني اتجهت إلى مقر الملحق وقدمت نموذج طلب لأدرس على حساب الدولة وقمت بتعبئة البيانات اللازمة بطلب من المسئول "ع. غ" وكان معدلي التراكمي عاليا مما أكسبني ثقة أكبر, إلا أنه عاملني بأسلوب متعال وعندما سألته كيف يمكنني متابعة الأمر أجاب بضحكة ساخرة أنه إن تم فسيتم مع العلاوات في رمضان أي مع المنح. وبعد فترة قام والدي بمراجعة وزارة التعليم العالي في الرياض وكانت الصدمة أنه لا توجد أي معاملة باسمي هناك فقمت بمراجعة الملحق من جديد لأكتشف أنها لا تزال مكدسة في مكتبه بعمان.
تذاكر
وتضيف: وموقف آخر حدث لي مع نفس الشخص الذي عانى منه الكثيرون وهو حول مسألة التذاكر المجانية التي تعطى للطلاب الذين يصل معدلهم التراكمي لاثنين فأكثر حيث تقدم لهم تذكرة كل عامين ولم أكن على علم بالأمر فقد سمعته بالصدفة ففاتني في المرة الأولى وفي سنتي الثالثة اتجهت إلى الملحق لأستعلم عن الأمر فطلب مني بعض أوراق ثبوتية كالهوية وكشف الدرجات ومع أنها موجودة في ملفي لديه إلا أنه طلب مني إحضارها من الجامعة مع وجود غيره ممن يتلقون طلباتنا من جنسيات مختلفة لا يطلبون منا تلك الثبوتيات حال المراجعة فاضطررت للمراجعة أربع مرات لنفس الطلب مما عرضني للإحراج وفي النهاية رجعت بخفي حنين وأود أن أنوه أن المسئول الذي أعلى منه "س" أفضل منه بكثير إلا أننا نضطر لمراجعة الأول لإيصال معاملاتنا. وفي فترة الحرب العام الماضي قدمت أغلب السفارات منها الإماراتية والعمانية واليمنية تذاكر مجانية إضافة إلى ما يقدمونه لهم سابقا من نواد وسكن وقاموا بمهاتفتهم للاطمئنان عليهم إلا نحن لم تقدم لنا السفارة أي شيء عدا بعض الاتصالات للأقلية منا إضافة لأجازة مدتها أسبوعان ونحن في عمان مع استمرار الدراسة في الجامعة مما يفوت علينا دروسنا فرفضنا ذلك.
معرض للتراث
وتستكمل:يقام في كل عام معرض لجميع المغتربين من كافة الدول حيث تخصص الجامعة مقره في مبنى العمادة لشئون الطلبة وتأخذ كل دولة ركنا يقوم فيه طلابها بعرض تراث بلادهم, فهاتفنا السفارة قبل ذلك بفترة لطلب دعم للركن السعودي فلم يقدموا لنا سوى مطويات ولم نتلق أي دعم فتكفلنا نحن بالأمر وقمنا بعمل مجسم للكعبة الذي أخذته السفارة بعدها كذكرى ولم يعد لدينا أي حماس لمواصلة المعرض السنوي فتركنا المشاركة.
مشوار
أما علي الجزير(الأردن, إربد-كلية الطب) فمشكلته: تخرجت من الثانوية بمعدل97% وقدمت عند تخرجي من الثانوية في عدة أماكن منها جدة والرياض والفيصل ولم يتم قبولي فقررت استكمال دراستي في الأردن على حسابي الخاص, ولكننا نواجه مشكلة نحن طلاب (جامعة العلوم والتكنولوجيا، جامعة اليرموك، جامعة إربد) منذ بداية الدراسة وقد تحدثنا فيها مع الملحق الثقافي وأبدى تجاوبا وسعيا حثيثا لتذليلها، ولكنها لازلت موجودة في اعتقادي، وهي أننا نجد صعوبة كبيرة في إيصال ملفاتنا وأوراقنا الخاصة بالتسجيل أو المتعلقة بأمور الإبتعاث من وإلى الملحقية وذلك لعدة أسباب أولها عدم توافق دوام الملحقية الذي ينتهي في الساعة الثالثة مساء مع دوامنا في الجامعة و المستشفى الذي ينتهي في الساعة الرابعة والخامسة مساء، أضف إلى ذلك بعد المسافة بين عمان وإربد (70 كم) والوقت الطويل الذي نستغرقه لنصل هناك مما يسبب لنا احراجات ومشاكل حيث اننا نضطر إلى الغياب في بعض الأحيان أو التأخر في تقديم أوراق ومستندات تؤدي إلى غرامات مالية أو اضطرابات دراسية، وهذا ما لا يعانيه طلاب عمان وكنا قد اقترحنا على الأخوة في الملحقية مسبقا ولازلنا نأمل ونتمنى منهم أن يكون هناك مكتب أو مندوب أو شيء من هذا القبيل يعنى بأمور ومشاكل ومتعلقات الطلبة في اربد (علما بان عدد الطلاب السعوديين في اربد ما يفوق 500 طالب وطالبة) راجيا من الأخوة في الملحقية الثقافية والمسئولين في الوزارة أن يكونوا لنا كما عودونا آذانا صاغية لكل همومنا ومشاكلنا ولا يفوتني هنا أن أتقدم بالشكر الجزيل لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري على اهتمامه الخاص بنا وحرصه الكبير على تذليل كل الصعوبات التي تواجهنا والدليل على ذلك زيارته لنا مشكورا مرتين ولقاءه معنا واستماعه بشكل شخصي ومباشر لكل مشاكلنا وهمومنا. كما أننا نعاني من مسألة الأجازات السنوية حيث نجبر على دراسة الفصل الصيفي سنويا في كليتنا فنخرج من سنة دراسية عصيبة بشهر أو اقل كإجازة سنوية موزعة على الفصول بأيام متفرقة وأسابيع متجزئة مما يشكل لنا معاناة كبيرة.
قلق
ومما يثير قلق الطلاب يضيف علي: هناك مشكلة واجهت أصحابي الذين تخرجوا في كليات الطب من دول مختلفة وهي التطبيق بعد التخرج لسنة الامتياز حيث تكون الأولوية للمتخرجين المحليين ونحن نظل في قائمة الاحتياط مما يعني رفض من البداية والنهاية وهذا ما لا نتمنى حدوثه لنا.
طبيب يبيع الخردوات !
أما حكاية "م.م" طب بشري- البحرين فمعاناة: تخرجت منذ فترة من جامعة الخليج وعدت ولم أتمكن من التطبيق لمدة ثمانية أشهر, حيث كانت الأفضلية للمتخرجين المحليين فظللت بلا عمل وكدت أنسى ما درست واضطررت بعدها للعمل في محل خردوات وهذا قمة الإحساس بالفشل, أما الآن فقد تمكنت أخيرا من التطبيق وممارسة تخصصي بعد جهد شاق.
زحمة
وتطرح "ع.ج"(طب بشري-البحرين ) رأيها: تم ابتعاثي إلى جامعة الخليج في البحرين, و نحن نعاني من مسألة الدخول والخروج من جوازات الجسر خصوصا عند العودة يوم الأربعاء حيث يزدحم الجسر من المسافرين إلى هناك فنضطر للانتظار فترة طويلة, وأتمنى أن توفر لنا بطاقات نبرزها أثناء العبور من وإلى البحرين لتسهل علينا الأمر أسبوعيا, كما نتمنى أن تصرف لنا مكافآت أسوة بالذين سبقونا فالدراسة مكلفة من كتب وسكن ومواصلات ونحن طالبات مما يصعب الأمر علينا.
التباس
وتضيف سارة المساعيد(طب أسنان-القاهرة): تخرجت بدرجة دبلوم طب أسنان في جامعة الملك سعود ورغبت بدراسة البكالوريوس فتقدمت بطلبي في أماكن عدة من كليات وجامعات هنا ولم يتم قبولي وذلك لعدم قبولهم شهادة الدبلوم لدي إضافة لعدم قدرتي على التحويل لنظام البكالوريوس حتى مع ارتفاع المعدل إذ سأضطر لإعادة الدراسة من جديد وحذف الدبلوم فقررت الدراسة في مصر على حسابي وبالفعل تم إرسال أوراقي إلى مصر عن طريق مكتب تابع للجامعة المصرية في جدة بعد أخذ الموافقة من الملحق الثقافي السعودي هناك. وعند وصولي واجهتني مشكلة وهي اعتراض بعض المسئولين في الجامعة بأنه لم يتم قبولي أصلا لاكتفاء العدد في ذلك الفصل الدراسي وأن هناك خطأ ما في التسجيل وظللنا نراوح ونجيء حتى انتهى الأمر بالموافقة لوجود التباس واكتملت الإجراءات بحمد الله, وكنت أود الالتحاق بالبعثة لولا صعوبة الأمر والمتطلبات في مسألة المعدل, وأود أن أذكر أن المسئولين في الملحق الثقافي متعاونون معنا دائما.
غير معترف بها
وتتحدث سكينة العوامي (هندسة كمبيوتر-الإسكندرية) بأسى: تخرجت من الثانوية بنسبة 94% ورغبت بدراسة طب الأسنان فقدمت في جدة ولم يتم قبولي وقدمت في الرياض فقبلت في قسم علوم برغم ارتفاع معدلي ولأن قسم العلوم غير مطلوب أساسا في التوظيف أي بدون مستقبل فرفض والدي عندها قررت الدراسة في باكستان ومكثت ثلاثة أشهر هناك إلا أنني لم أستطع الاستمرار لصعوبة الحياة هناك حيث تنقطع الكهرباء على مدار اليوم, فعدت لألتحق بجامعة الإسكندرية في مصر ولم أواجه أي صعوبات دراسية بحمد الله ولكن المشكلة الكبرى التي أواجهها الآن وهو ما عرفته بعد ذلك أن الجامعة التي أدرس فيها غير معترف بها هنا عدا تخصصات الهندسة البحرية والنقل الدولي والملاحة وقد كان الأمر مختلفا بالنسبة للطلبة السابقين قبل دفعتي حيث شهاداتهم معترف بها و أن هذا النظام طبق بعد ذلك وأصبت بخيبة أمل إلا أنني قررت استكمال الدراسة, وقد راجعت القنصلية هناك وأرفقت معي سجلا يثبت ارتفاع معدلي في التخصص مقارنة بمن سبقوني في ذات التخصص دون جدوى فقد طلبوا مني الانسحاب والدراسة في جامعة أخرى معترف بها ولكني لم أشأ ذلك لصعوبة الأمر بالنسبة لي وهو اختلاف نظام التعليم بين الجامعة التي أدرس بها والجامعة التي طلب مني النقل إليها فأنا أدرس نظام ساعات وهم نظام سنوات عدا نسبة عدد الطلاب المرتفعة في كل مدرج لديهم مقارنة بما أنا عليه فلا يسعني الاستيعاب وأضطر لأخذ دروس خصوصية, أضف إلى ذلك خبرة الأساتذة لدينا.
تواصل
وتستكمل: و فيما يتعلق بالملحق الثقافي فلا يوجد بالإسكندرية ملحق حيث نضطر الذهاب للقاهرة, وتعاملنا مع القنصلية من أجل الجوازات وما يتعلق بهذه الأمور فقط وأتمنى الاهتمام بنا أكثر خصوصا نحن الطالبات لما نتعرض له من مضايقات في الدراسة هناك فقد حدثت لي بعض المشاكل واضطررت لمحادثة المسئول في القنصلية فأبدى تجاوبا معي وقام بالدفاع عني وحمايتي لكن فكرة طلب المساعدة كانت وليدة اللحظة ولم يوجهنا أحد لذلك الأمر فلو كانت هناك أي توجيهات من قبل المسئولين لكان الوضع أفضل, ولو يتواصلون معنا مرة في الفصل على الأقل ليطلعوا على مشاكلنا ويوجهوننا في حال حدوث مشكلة أن نلجأ إليهم وتوعيتنا من حين لآخر ولو باتصال هاتفي وذلك كما تفعل باقي قنصليات دول الخليج من تسهيلات لطلابها.
طالب مخضرم
أما حكاية نائل الغانم (محاسبة-الإمارات, الشارقة) فتاريخ حافل: درست سنة في جامعة البترول ثم انسحبت لأسباب ثم قدمت في جامعة الملك فيصل ولم يتم قبولي ثم قبلت في معهد الإدارة وأتممت دراستي ولكنني صدمت بعد تخرجي بالواقع الوظيفي فلم أتمكن من إيجاد وظيفة ملائمة تضمن مستقبلي وإن وجدت تكون الرواتب دون المستوى وهو ما استسلم له زملائي حيث الراتب ألفا ريال أو ما يقارب ولا أعتقد أن هذا المبلغ يفتح بيتا أو يبني أسرة خصوصا في وقتنا الراهن ومتطلبات الحياة فقررت السفر والدراسة في الجامعة الأميركية في تخصص يلائم طموحاتي وتم ذلك بالفعل وأنا الآن على وشك التخرج.
بدون تليفون!
ويستكمل نائل: لم أواجه خلال دراستي أية معوقات ولله الحمد ولكن هناك بعض المواقف التي تحدث أحيانا ومنها تعامل بعض المسئولين في الملحقية الثقافية حيث يتكلمون "من خشمهم" وكان ما حدث لي أن طلب مني أحد أصدقائي السؤال عن الجامعة الأميركية بدبي إن كان معترفا بها عندنا أم لا ولم يكن لدي الوقت الكافي للمراجعة شخصيا بسبب انشغالي بالدراسة فهاتفتهم وسألت فلم يرد على سؤالي سوى أنه يجب علي أن أراجع شخصيا وأن"الكلام ليس بالتلفون" فأخبرته بأنه مجرد سؤال ولو تجيبني علي فقط بنعم أو لا لأنني مشغول بالدراسة فلم يسمع لي واضطررت لإنهاء المكالمة, أما تعاملهم بشكل عام فجيد وهم متعاونون لولا أسلوب بعضهم المتعالي.
ياسر العتيبي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.