«المملكة ومصر هما جناح الأمن القومي العربي».. هذه الحقيقة التي لا يمكن لعاقل أن يتجاهلها أو يجادل فيها أو يشكك في فحواها.. والتي أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية أمس في حضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أثناء زيارته الثانية لمصر الشقيقة التي تمت أمس بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين. ومنذ أن وحد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أسس وحدة هذه البلاد، وهي تعمل جاهدة بالتعاون التام مع مصر في العمل الجاد للحفاظ على وحدة الأمة وعزتها وكرامتها، كما أثبتت المواقف التي عصفت بالعرب والمسلمين أن السعودية ومصر هما صمام الأمان للأمة ومفتاح رخائها واستقرارها ووحدتها. والبيان المشترك الذي صدر أمس أثناء زيارة سمو ولي ولي العهد ولقائه الرئيس المصري، يشير بوضوح إلى أن هناك اتفاقا تاما على خطوات جديدة راسخة، خطوات تعزز التعاون السعودي المصري في كافة المجالات، وتوثق الأواصر الراسخة وتزيد من عرى التوافق والتجانس في المواقف والأهداف النبيلة، ما يؤدي حتما إلى العمل كوحدة واحدة في سبيل حل كافة المشكلات التي تعتري الأمة العربية، والوقوف حائط صد منيع ضد كل المحاولات التي تستهدف أمن وسلامة واستقرار محيطنا الإقليمي والعربي. وعليه، فإن المطلوب الآن من كافة الأطراف المعنية في العالم العربي، هو دعم هذا التوجه والاتجاه، والعمل فعليا على اعتبار السعودية ومصر هما الجناحان اللذان يحميان المقدرات، وهما الشقيقتان اللتان لاتحملان هما غير حماية الشعوب العربية وأوطانها من الاستهداف ومحاولات زعزعة الاستقرار والمؤامرات والتفتيت خصوصا في هذا التوقيت الحرج. إذن.. فإن زيارة الأمير محمد بن سلمان في هذا التوقيت لمصر الشقيقة، هي رسالة لأولئك المرجفين الذين مايزالون يتصيدون في المياه العكرة.. رسالة مفادها أن المملكة ومصر لن ينفصلا عن واقعهما العربي، ولن يتراجعا عن مد يد العون لكل من يحتاجه، ولن يتوانيا عن الدفاع بكل قوة عن كافة الحقوق العربية والمكتسبات التي تحققت لها، بل ويسعيان إلى تحقيق المزيد من الخير والرخاء والتقدم والتطور لخير أمة أخرجت للناس.