مازال العديد من مراكز الرعاية الصحية الأولية في محافظات وقرى منطقة جازان يشهد نقصا واضحا في التجهيزات والمعدات الطبية، وعجزا في الكوادر الطبية والفنية، إضافة إلى تواضع مستوى المباني المستأجرة المستخدمة كمقار لهذه المراكز، ناهيك عن نقص الأدوية وضعف فعاليتها إن وجدت، ما يضاعف آلام المرضى. «آثار ثول مهددة بالانقراض.. على الجهات المختصة التدخل لإنقاذها قبل فوات الأوان».. العبارة انطباع سائد بين المواطنين في ثول في الحديث عن شيء عزيز يخشون ضياعه حيث رصدت جولة ميدانية بعدسة وقلم (عكاظ) بعض البيوت الأثرية القديمة التي تتعرض للجرف وعوامل التعرية وسط صمت مطبق من الجهة المعنية بالأمر، لا اهتمام ولا رعاية ولا صيانة برغم أن هذه البيوت الأثرية تحمل معها ذكريات حقب قديمة وقصص لم ترو بعد. يبدو أن ذاكرة الجهة المختصة طوتها لكن ذاكرة الناس في ثول بقيت حية ولا تنسى. قيمة تاريخية بعض هذه البيوت تعود إلى عقود من الزمن.. وقريبا منها جامع وبئر قديمة مهدمة وسوق كبير كان يقصده الحجاج للتسوق، وغيرها من الآثار والأماكن التي رغم قيمتها التاريخية، ورغم أنها باتت مقصدا للسياح القادمين إلى ثول، أوشك بعضها أن يندثر، والبعض الآخر لايزال صامدا حتى الآن، ما دفع الأهالي الى توجيه نداء عاجل عبر «عكاظ» الى هيئة السياحة بضروة صيانة تلك المواقع وترميمها والحفاظ على قيمتها التاريخية والأثرية لكي تبقى حاضرة في ذاكرة الأجيال، وتوثق تاريخ المنطقة. يقول سكان ثول: بعض البيوت لاتزال شاهدة على أساليب وأنماط البناء قديما، فبرغم بساطة تلك المباني وموادها الأولية إلا أنها تحمل ملامح للجمال والهندسة المعمارية وقدرتها على الصمود في مواجهة عوامل الطبيعية والتعرية ومع ذلك فإن بعضها أوشك على الانهيار والاندثار ومن الأهمية بمكان ترميمها وصيانتها والحفاظ على قيمتها التاريخية لأنها باتت مقصدا للسياح فهذا المكان يوثق لتاريخ المنطقة برمتها. ويضيف السكان: هنا يوجد سوق قديم يتجاوز تاريخه قرنا من الزمان إذ ظل مقصدا للحجاج والمعتمرين الذين يرتادونه للتسوق، إلا أنه عانى من الإهمال طويلا، ولم يجد ما يستحقه من العناية. إضافة إلى جامع قديم وبعض الآبار القديمة التي توثق حالة الإهمال التي يشهدها عدد من الآثار بالمنطقة، والتي توثق فصولا من الماضي، وحقبة من تاريخ ثول. ماض بعضه اندثر ولم يعد له أثر، وبعضه يمكن ترميمه وتوثيقه ليروي تاريخ المكان، ويبقى حاضرا في ذاكرة الأجيال. شاهد على الماضي الأهالي طلبوا من الجهات المختصة سرعة التحرك فالسياح لا يخفون شغفهم بهذا المكان ويحرص السكان على مرافقتهم لأغراض الشرح والإرشاد وتعريف الضيوف بتاريخ المنطقة وإرثها الثقافي والأثري وعن أبرز المعالم بها. والمأمول من هيئة السياحة والجهات المختصة العناية بالموقع وإعادة صيانته وترميمه ليكون شاهدا على الماضي التليد ويبقي مزارا للسياح من داخل البلاد وخارجها.