قبل 70 عاما تقريبا كان قصر بن فهيد التمامي (مقر الإمارة سابقاَ) وقصر عبدالله بن أحمد التمامي لهما تواجد في الحياة الاجتماعية بمحافظة المزاحمية قبل أن يغيب نجمهما ويرحل ساكنوها إلا أنها أصبحت في طي النسيان مهدمة الأبنية رغم أنها تنتمي لحقب زمنية وتاريخية قديمة، ومع ذلك لم تجد حظها من الاهتمام من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار والجهات المعنية بذلك، الأمر الذي أثار استغراب عدد من مواطني محافظة المزاحمية والمراكز التابعة لها من المهتمين بالمواقع التراثية أن تترك هذه الثروات دون حمايتها وإعادة ترميمها. فقصر بن فهيد التمامي والذي كان مقراً لإمارة المزاحمية سابقاً والذي سبق أن زاره الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أثناء عودته من الحجاز يعد موقعاً تراثياَ خلده التاريخ، إضافة إلى قصر عبدالله بن أحمد التمامي التراثي والذي يحوي عدة منازل قديمة لأهالي المزاحمية ومسجدا وقصر الإمارة وقصر عبدالله اللذان يقعان شمال المحافظة ويحملان ماضيا عريقا وحاضرا يشكو الإهمال والاندثار إذ لا يزال خارج التغطية وحتى دون سياج حام لهما. وأوضح عبدالعزيز محمد بن صقر التمامي أحد الذين عاصروا تلك الحقبة الزمنية والذي تجاوز عمره 83 عاما، أنه كان من ضمن الكتاتيب الذين يدرسون أبناء المحافظة القرآن الكريم في مسجد قصر عبدالله ذاكرا بأن القصر يحتوي على منازل لأسر لأهالي المزاحمية مضيفا أن عمر القصر تجاوز 250 عاما تقريبا مناشدا الهيئة العامة للسياحة والآثار والجهات الأخرى للمحافظة على قصر عبدالله بن أحمد التمامي وكذلك قصر بن فهيد التمامي «مقر الإمارة سابقا» حتى لا يندثرا كما أندثر قصر العودة الذي كان أول نواة لأهالي المحافظة. وقال عبدالله بن محمد التمامي إن رئيس بلدية المزاحمية السابق أفاده بأن البلدية طلبت مبلغا لإحياء وسط المدينة بما فيها قصر عبدالله وقصر الإمارة التراثيين مضيفا أن رئيس البلدية السابق ذكر له أنه تم رصد المبلغ وقدرة أربعة ملايين تقريبا ولكن أعضاء المجلس البلدي خلال الدورة الأولى حولوها لتطوير طريقين بالمحافظة، مناشدا الجهات المعنية بترميم المواقع التراثية بالمحافظة وتخصيص مبالغ لها لترميمها أسوة بالمواقع التراثية بالمحافظات الأخرى. واستغرب كل من ناصر بن مقعد من سكان نساح، وعبد الرحيم بن إبراهيم التمامي، وعبدالرحمن بن سعد الزمامي من سكان أهالي شخيب، وعبدالله بن عبدالعزيز بن فهيد التمامي، من أن المواقع التراثية بمحافظة المزاحمية تشكو الإهمال والاندثار وعدم الحفاظ عليهما كونهما ثروة تاريخية ستبقى للأجيال الحالية والقادمة مستغرباً عدم الاهتمام بهذا التراث وهذه الآثار. وتحسر الشيخ محمد بن ناصر الزياد مؤذن مسجد قصر عبدالله على تحول موقع القصر لمخلفات المباني والنفايات، ذاكرا أنه خاطب البلدية والمجلس البلدي ولم يجد تجاوبا و مازال الوضع كما هو، مضيفا أن السيول هدمت مباني قصر عبدالله التراثية، ومبينا أنه وضع حاجزا ترابيا من نفقته للحفاظ على الموقع إلا أن السيول جرفت الحاجز، وطالب الهيئة العامة للسياحة بوضع حاجز وإعادة ترميمه. من جهته أوضح ل«عكاظ» رئيس بلدية محافظة المزاحمية داود بن سليمان الفرهود أن البلدية مستعدة للعمل مع الهيئة العامة للسياحة والآثار في تأهيل المواقع التراثية بالمحافظة كقصر بن فهيد مبنى الإمارة سابقا وقصر عبدالله، مضيفا أن البلدية حريصة كل الحرص على إعادة تأهيلها بعمل إنارة وأرصفة بأشكال تراثية لتصبح أماكن جذب للسياح والحفاظ على هذه المواقع التراثية بالمحافظة التي تعد ثروة من ثروات الوطن. وحول السبب في عدم إعادة تأهيل المباني التراثية القديمة وهل تم نقل المشروع أو تغييره بقرار من المجلس أوضح رئيس المجلس البلدي لبلدية المزاحمية عبدالكريم بن سعد الشمالي: أنه بحسب ما لدي من معلومات بحكم عضويتي في الدورة الأولى للمجلس وبالرجوع إلى سجلات المجلس في الدورة الأولى لم نجد أي قرار بتغيير المشروع عن ما هو عليه ونتيجة لعدم الشفافية بين المجلس والبلدية آنذاك لا نعلم عن المشروع وبنود تنفيذه وجداول كمياته، حيث إنه لم ينفذ في تطوير أو تأهيل المباني القديمة كما يتضح من خلال سؤالك والتي تحتاج بحق إلى المحافظة عليها من الاندثار، أما إذا كان المقصود ما يخص السفلتة والإنارة للأحياء القديمة فإن المجلس حاليا بالتعاون مع البلدية يسعيان لشمول الأحياء القديمة بالسفلتة والإنارة ضمن الأولويات التي يقرها المجلس وتقوم البلدية مشكورة بتنفيذها. وبين أنه تم الاستفسار من المجلس عن المواقع الأثرية والتراثية وتم إبلاغ البلدية بما يملكه المجلس من معلومات عن المواقع الأثرية مثل موقع البليدة وهنا أود التأكيد أن المقصود بالتعميم المواقع الأثرية أو التراثية التي تتولى شؤونها جهات حكومية وليست الخاصة. وبالنسبة لقصر بن فهيد وقصر عبدالله وغيرهما من المباني الخاصة قال: نتمنى أن يتم المحافظة عليهما من قبل ملاكها بالتعاون مع الجهات المعنية لكونها تمثل إحدى النواة لنشأة المزاحمية بعد قصر العودة الذي أزيل بالكامل، متمنيا أن يتم تشكيل لجنة سياحية بالمحافظة تكون مهمتها المحافظة على مثل ذلك. من جهته أوضح ل«عكاظ» مصدر بالهيئة العامة للسياحة والآثار أنه لا توجد مشاريع قائمة لترميم مواقع تراثية في المزاحمية على غرار ما تم ويجري حاليا في شقراء وأشيقر والغاط والمجمعة بدعم من البلديات والأهالي في تلك المواقع، كاشفا المصدر أن مركز التراث العمراني بالهيئة العامة للسياحة والآثار ذكر بأنه قد تم تخصيص بلدية المزاحمية بمبلغ ثلاثة ملايين ريال لترميم المواقع التراثية في ميزانية هذا العام 1435ه وذلك ضمن مشاريع التراث العمراني التي تبنتها الأمانات والبلديات في مختلف مناطق المملكة ضمن موازنتها لعام 2013م بالتنسيق مع المركز والتي تجاوزت 800 مليون ريال.