سادت حالة من الهدوء في المنطقة المركزية ومحيط الحرم المكي الشريف بمكةالمكرمة، أمس، على غير العادة، حيث أدى المصلون صلاة الجمعة في أجواء روحانية وإيمانية بدون تزاحم كما كان في الجمع الأربع الماضية، والتي شهد خلالها الحرم المكي كثافة بشرية غير عادية من المصلين والمعتمرين الذين غادروا مكةالمكرمة بعد أن من الله عليهم بقضاء شهر رمضان بجوار البيت العتيق. وقال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إن رواد وقاصدي البيت الحرام من المعتمرين والمصلين أدوا عباداتهم خلال شهر رمضان وسط تنظيم وتوفير خدمات متكاملة من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وكانت مشاعر وانطباعات المعتمرين والزوار والمصلين تلهج بالدعاء والشكر على حسن التنظيم وتوفير الخدمات وتسهيل أداء العبادات، بعد أن من الله عليهم بأداء عباداتهم خلال شهر رمضان، مضيفا «بفضل الله تمت الاستفادة من توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله للمسجد الحرام وساحاته، وقد كان لها الأثر الملموس في زيادة المساحة للمصلين لأداء الصلوات بيسر وسكينة وخشوع». من جهته، قال قائد أمن الحرم المكي الشريف العميد محمد بن وصل الأحمدي «أدى المصلون والمعتمرون صلاة الجمعة أمس وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي هيأتها الدولة، وسخرت كل الأجهزة الحكومية المعنية طاقاتها وجهودها وآلياتها لتقديم أفضل الخدمات للمصلين وقاصدي بيت الله الحرام» . وأشار إلى أن جميع الخطط الأمنية التي تم وضعها خلال شهر رمضان كانت ناجحة بكل المقاييس، ما ساهم في التيسير على زوار وعمار البيت العتيق في الاستمتاع بالأجواء الإيمانية في المسجد الحرام وساحاته، لافتا إلى أن قيادة أمن الحرم عادت لمواصلة جهودها وأعمالها الاعتيادية لحفظ الأمن والتيسير على كل قاصدي البيت العتيق من المصلين والمعتمرين في كل الأوقات كما كان في السابق. ورصدت «عكاظ» انسيابية الحركة المرورية في الشوارع الرئيسية المؤدية إلى الحرم المكي من جهة أحياء أجياد والغزة والمسفلة والعزيزية، مع انتشار عدد من دوريات المرور والأفراد الميدانيين لضمان تحرير الحركة المرورية خلال وقت صلاة الجمعة، والذي شهدت فيه المنطقة المركزية هدوءا على غير العادة بعد مغادرة 90 % من المعتمرين الذين قدموا خلال رمضان الماضي، حيث لم يتبق إلا أعداد قليلة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة. وأوضح مستشار وزارة الحج والمتحدث الرسمي للوزارة حاتم بن حسن قاضي أن عدد تأشيرات العمرة التي تم إصدارها حتى نهاية اليوم الثالث من الشهر الحالي بلغت خمسة ملايين وتسعمئة وتسعة وأربعين ومئتين واثنتي عشرة تأشيرة، حيث بلغ الدخول الفعلي للمملكة 5.715.969 فيما كان عدد خروج المعتمرين الذين أدوا المناسك وعادوا إلى بلدانهم 5.384.943، وأشار إلى أن عدد المتبقين حاليا في مكةالمكرمة والمدينة المنورة يبلغ ثلاثمئة وواحدا وثلاثين ألفا وستة وعشرين معتمرا. وبين قاضي أن آخر موعد لمغادرة المجموعات بالنسبة للمعتمرين هو الخامس عشر من الشهر الجاري، وتتبقى مجموعات فرادى تغادر وفق حجوزاتهم حتى نهاية الشهر، مشيرا إلى أن هناك برنامجا إلكترونيا يتيح للوزارة متابعة أعداد المعتمرين المغادرين يوميا والإجراءات التي تقوم بها شركات العمرة لضمان سفر كل معتمر لضمان عدم تخلفه.