لا تتوقف معاناة أهالي مركز شقصان (50 كلم عن الطائف باتجاه الباحة السريع) على نقص الخدمات الأساسية كمكتب للبلدية ومركز للشرطة وآخر للهلال الأحمر، بل تعدى ذلك إلى معاناة بنات الجامعة اللائي يضطررن للسفر يوميا ما لا يقل عن 100 كلم لجامعة الحوية ما يجعل أيادي آبائهن على قلوبهم حتى يعدن من اليوم الدراسي الطويل خاصة مع خطورة الطريق في الذهاب والإياب. ويشير أهالي المركز الذين يزيد عددهم على 15 ألف نسمة ويتوزعون في عدد كبير من القرى التابعة للمركز إلى أن مطالباتهم مازالت في قائمة الانتظار منذ أكثر من 30 سنة دون أن تجد حلولا على أرض الواقع سوى الوعود الواهية والمتكررة. وما بين سندان الإهمال ومطرقة الأقوال وقع أهلها في غياهب النسيان، حيث يؤكد المواطن مسيفر الجعيد - شيخ خامس المظافرة - بأن شقصان ما تزال بحاجة لأهم عناصر تدفع عجلتها التنموية للأمام، وذلك من خلال تأسيس مكتب للخدمات البلدية يقدم خدماته للمواطنين ويعالج ضعف خدمات البلدية المقدمة دون تكبدهم عناء مراجعة المكاتب الرئيسية طلبا لأبسط الخدمات، كما يبدي امتعاضه من غياب الدوريات الأمنية بالإضافة إلى عدم تمركزها في المنطقة، مشيرا إلى الحاجة الملحة لافتتاح مركز للهلال الأحمر، وكذلك الحاجة الماسة إلى صراف آلي يخدم المتقاعدين وكبار السن ويعمل على توفير السيولة للأهالي والمقيمين والزوار، ويعرج الجعيد في حديثه إلى أن شقصان مخطط معتمد بموجب أمر سامٍ إلا أنه إلى الآن لم يتم إصدار صكوك على الأراضي التي تقع في المخطط رغم وجود صور لأوراق المنح في المحكمة. ويؤكد مشعل الجعيد - معلم في إحدى مدارس شقصان - أن مرفق الدفاع المدني هو الجهة الوحيدة الفعالة في البلدة ويحمل على عاتقه كل الشكاوى التي في الأساس ليست من اختصاصه، ناهيك عن وجود عدد سكاني كبير ومساكن مشغولة كثيرة وجهات تعليمية وأملاك خاصة لا يوجد عليها أمن كليا. يشاطره الرأي عبدالله مصلح الجعيد مضيفا: منذ ثلاثين عاما أو ما يقاربه يصلي أهالي شقصان في هذا الموقع القديم والبالغ مساحته (47571.51) متر مربع والذي هو في الأساس ضمن المخطط التنظيمي التنموي الخاص بمركز شقصان بموجب رخصة بناء نظامية صادرة لإدارة المساجد والأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة الطائف برقم 344 في 28\4\1434ه، وبسبب شكوى لوكيل محافظة الطائف بشأن المصلى حيث أفاد وكيل الأمين للخدمات بأمانة الطائف لوكيل المحافظة بخطاب رقم 26348 بتاريخ 9/9/1434ه بأن الموقع الذي يتم العمل به مصلى عيد بموجب رخصة بناء نظامية وليس كما جاء في الشكوى، ومع هذا اللبس تم إيقاف إجراءات تسويره، فيما تم سؤال مراقب الأوقاف بالمنطقة وأفاد في محضر رسمي وجه لمدير عام فرع وزارة الأوقاف بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور صالح بن إبراهيم الدسيماني بأن موقع صلاة العيدين في هذا الموقع منذ ما يقارب ثلاثين عاما وقد بدأ في بناء هذا المصلى بتاريخ إصدار رخصة التسوير، وهنا يلتمس أهالي بلدة شقصان التدخل الفوري للجهات ذات العلاقة لوقف الإزالة الهادمة للمصلى الوحيد بالبلدة بعد أن أنشئ للموقع قواعد خرسانية وإشارات أعمدة خارجة من القواعد قبل أن يتم إيقاف العمل فيه. ويشير العديد من سكان مركز شقصان إلى أن الطريق يهدد سالكيه وخاصة من وسط المركز وسبق ان ذهب ضحيته ثلاثة شبان في مقتبل العمر بسبب عكس السير الذي ينتشر في المنطقة ويؤدي الى الحوادث المرورية المتكررة، مطالبين بحلول جذرية للقضاء على هذه الظاهرة. وأخيرا يقول المواطن ضيف الله الجعيد - أب لإحدى الطالبات الجامعيات وأحد سكان البلدة-: إن بعد جامعة البنات أصبح شأنا يؤرقنا فأقرب جامعة لهن هي جامعة الحوية التي تبعد عن بلدة شقصان حوالي 100 كم، إذ أننا في بداية كل يوم دراسي نودعهن الوداع الأخير ونسأل الله أن يحفظهن من شر هذا الطريق الذي تكثر به الحوادث المميتة. وعلى حد وصفه أن هذه المسافة هي الهاجس المفزع والخطر الوشيك، كما أنه يكشف عن أمر آخر يثقل كاهلهم كآباء وهو وسائل نقل الطالبات الباهظة.