قرار إقامة كأس السوبر السعودي في لندن بدلا من الرياض أو أبها أو الطائف اتخذ وتم تبريره من اتحاد كرة القدم بمبررات جميعها مادية غير مقنعة، وتكرارها جعل منها سبعة مبررات، والحقيقة أنها لا تعدو مبررين فقط فقط فقط (ترويج للاعب السعودي ودخل أكبر للاتحاد والناديين)، ومع أنه قرار اتخذ وبدأ الموسرون في إجراء حجوزات السفر والتباهي بشراء التذاكر، فإن الكلام عنه ليس كما يقول المثل الشعبي (حكي في الفايت نقص في العقل)، فما زال في العقلاء أمل أن يدركوا أن ثمة خسائر سبع تفوق كل مكسب مادي. الخسارة الأولى هي التضحية والولاء للمنتخب التي يقدمها دائما وغالبا أغلبية ساحقة هم الشباب من ذوي الدخل المحدود الذين تطالبهم رعاية الشباب في كل مشاركة للمنتخب بالحضور ومؤازرته والتضحية بالوقت والمال وأحيانا السفر لتشجيعه، فكيف تريد مني حضورا ومؤازرة وتضحيات وهتافات، وأنت تحرمني من حضور مناسبة كروية في وطني لهدف مادي يخدم ناديين وترويج للاعبين يتقاضون أصلا الملايين وقل عطاؤهم للمنتخب بسبب ملايين الأندية؟!. الخسارة الثانية تفويت الفرصة على المستثمر الكادح من أبناء الوطن بحرمانه من الاستفادة من مناسبة كروية بدءا بسائق الأجرة، ومرورا ببائع الأعلام، وانتهاء بالفنادق والمطاعم والمدينة السياحية التي يمكن أن تقام فيها؛ مثل مصايف المملكة (أبهاوالطائف وغيرها). الخسارة الثالثة تكاليف الطيران والسكن بلندن والمعيشة فيها التي سيتكبدها المهووس، بحضور المباريات سواء كان ميسور الحال أو مستدينا. الرابعة خسارة الأرواح التي ستنجم عن ممارسة نفس المشجع المتهور إذا فرح في الرياض لنفس السلوكيات إذا فرح في لندن، فإن أسرع مات وأمات، وإن فحط قتل أو قتل من لا يتوقع تفحيطا، وإن ركض في شوارع مدينة تجري فيها المركبات عكس اتجاه العالم فمدهوس لا محالة من سيارة قادمة من اليمين وهو يتوقعها من اليسار! هذا لمن ركض أما من عبر الشارع ماشيا وهو (سارح الذهن) بسبب فوز أو خسارة فمدهوس من اليمين أيضا. الخامسة خسارة السمعة إذا ارتكب مشجع مراهق سعودي نفس الحماقات التي يرتكبها بعد مباريات الديربي في وطنه (الجمهور الإنجليزي يرتكب أكثر منها وفقد سمعته بسببها لكنه يعرف حدوده قانونا). السادسة خسارة السفارة السعودية في لندن وإشغالها بمتابعة قضايا الجماهير مع الفنادق وأصحاب المحلات والإنجليز والسلطات، وقد لا يكون العيب فينا لزاما وسوف تعلمون. السابعة أن الترويج السليم الوطني للاعب السعودي يكون عبر حثه على الإخلاص لشعار المنتخب والوصول بالمنتخب إلى نهائيات كأس العالم ثم الترويج لذاته، وليس باستعراض لاعب تخاذل مع المنتخب وهبط به للمركز 109 عالميا في ملعب لندني عبر مباراة نادٍ!!.