سجلت الكرة السعودية إخفاقا مؤلما بعد سقوط المنتخب الوطني في نهائيات كأس آسيا 2011 في الدوحة في ثلاث منازلات أصعبها الجولة الثالثة التي انتهت «بالضربة القاضية» أمام اليابان بخماسية تاريخية. رافق ذلك السقوط العديد من الأحداث التي لم يتم نشرها في ذلك الوقت تحاكي حال المنتخب السعودي. فوضى في الميلينوم يعتبر مقر إقامة المنتخب في أصغر الفنادق مقارنة بمعسكرات المنتخبات الأخرى والتي انتشرت بين فندق شيراتون والإنتر (المطلة على البحر) جراند ريجنسي. ولكن كان أقربهم لاستاد خليفة الذي أقيم فيه حفل الافتتاح وقريب من المركز الإعلامي، نظرا لصغر حجم الفندق ووجود منتخبات مثل المنتخب الياباني والمنظم في برنامجه التدريبي وبرنامجه الغذائي ومنتخب سورية الذي كان أكثر المنتخبات حشودا ما بين لاعب ومسؤول ومشجع إلى جانب أعداد كبيرة من وسائل الإعلام المرئي والمكتوب والذين كانوا يقضون أغلب الإعلاميين يومهم وقوفا انتظارا لحضور أي لاعب أو مسؤول من أحد المنتخبات السعودية أو السورية أو الأردنية، بينما لم يحظ المنتخب الياباني بتواجد إعلامي وتعاملوا مع كل فوز بهدوء تام. أمام ذلك لم يحاول الجهاز الإداري للمنتخب تغيير الإقامة مما سبب هذا الازدحام نوعا من الفوضى داخل الفندق فقد كان بعض اللاعبين السعوديين محل اهتمام وسائل الإعلام وكانت بعض القنوات تلتقي بلاعبين سعوديين في أوقات متأخرة بل هناك بعض اللاعبين قبل مباراة اليابان كانوا يستقبلون أصدقاءهم بعد منتصف الليل في بهو الفندق. غياب الروح بين اللاعبين غابت الروح بين اللاعبين وظهر ذلك في كافة التدريبات للمنتخب ولمسها الوفد الإعلامي عن قرب فقد شاهد المتابع القريب بأن اللاعبين في دخولهم وخروجهم من الفندق للتدريبات يصيبهم نوع من الانفرادية فكل لاعب يسير لوحده مكتفيا بالسماع إلى الموسيقى من الجوال وفي حالة الالتقاء تجد كل لاعبي ناد معين مع بعض فالاتحادي مع الاتحادي والهلالي مع الهلالي وكذلك بقية اللاعبين وحاولنا رصد ذلك بالصوت والصورة وعند سؤالنا عن سر ذلك كشف المنسق الإعلامي محمد التويجري أنه لا توجد حساسية وإنما جاءت بطبيعتها ربما نظرا للعلاقات المسبقة بين اللاعبين. بينما رأى النقاد بأن إدارة المنتخب عجزت عن القضاء على ظاهرة أشبه بالشللية الموجودة سابقا بين اللاعبين ولكن نشاهد الآن تجمعات فرضتها الأندية لكن إذا استمر اللاعبون الأصدقاء من ناد واحد يتحركون مع بعضهم فإن ذلك يعيد الصورة السابقة ولوحظ ذلك حتى في الصور قبل التدريب وبعده. كشف وشكوى أبدى بعض اللاعبين امتعاضهم من التعامل من قبل إدارة الكرة والبعض الآخر تضجر من عدم إتاحة الفرصة بالمشاركة فقد أكد للاعب رفض الكشف عن اسمه بأن المدرب الوطني ناصر الجوهر حضر له قبل مباراة الأردن وقال هل أنت جاهز للمشاركة ورديت عليه بنعم إلا أنه لم يشركن وللاعب آخر أشار إلى أن الصراخ غير مبرر من قبل قائد الفريق داخل الملعب في الوقت الذي لم يقدم فيه شيء وتفرغ للصراخ علينا مما انعكس ذلك على روح الفريق وللاعب ثالث شكا من التعامل الجاف من قبل الإدارة مؤكدا بأن بعض اللاعبين يعبرون عن رفضهم لهذا التعامل بالعناد وعدم الالتزام. عدم انضباط ظهر على السطح عدم انضباط اللاعبين ببرنامج المعسكر، لاسيما بمواعيد فترات الوجبات الغذائية، كما أن المنتخب الوحيد الذي لم يجر تدريبات صباحية كما يفعل المنتخب الياباني الذي كان منتظما في برنامجه بالكامل فالمنتخب في أول يوم لم ينزل اللاعبين إلى المطعم إلا في وجبة الغداء في حدود الساعة الواحدة ظهرا (وعيونهم منفخة من النوم) بينما كانت المنتخبات الأخرى تنزل تباعا عند الساعة التاسعة لتناول وجبة الإفطار ومن ثم الانتقال مباشرة للتدريبات الصباحية، المنتخب الوحيد الذي لا يشاهد هو المنتخب السعودي وازداد الوضع انفلاتا بعد الخسارتين الأولى والثانية أصبح أغلب اللاعبين لا ينزلون إلى المطعم، وعند سؤال الإعلاميين عن التدريبات الصباحية تكون الإجابة من قبل إدارة المنتخب بأن هناك صالة حديد في نفس الدور تكون التدريبات فيه بينما ملامح وجيه اللاعبين لا تعكس ذلك. النظام الغذائي المنتخب السعودي الوحيد الذي لم ينتظم لاعبوه في تناول الوجبات الغذائية بل ورصدت «عكاظ» أن أكثر من لاعب شوهد وهو يطلب طعاما من خارج الفندق عن طريق أصدقاء لهم يصعدون بها لغرفهم. اللاعبون والإعلام بالرغم من كثافة حضورهم إلا أنهم عانوا كثيرا ما عدا عدد من الإعلاميين من شح الأخبار وقلة التعاون من اللاعبين والتكتم الشديد على بعض الأحداث، ولاعبو المنتخب لم يتفاعلوا إلا مع القنوات الفضائية ومع الإعلاميين الذين يعدون أصدقاء لهم أو صحافيين ينتمون لنفس نادي اللاعب بينما يجد بقية الإعلاميين الرفض والحجة أنهم منعوا من التصريحات، وكان بعض اللاعبين والإداريين ينقلون تفاصيل ما يحدث في الدور الرابع وهو مقر إقامة المنتخب لوسائل الإعلام. القحطاني والمصيبيح ياسر القحطاني أعلنها صراحة «لا أصرح للمكتوب، فقط لأصدقائي في قناة العربية وmbc» بينما مارس مدير المنتخب فهد المصيبيح سياسة الهروب من الإعلام حتى أن إحدى المشجعات علقت قائلة «لماذا يركض مدير المنتخب بعيدا عن الإعلام» ولم يكن متعاونا أو متجاوبا مع أسئلة الإعلاميين الكثيرة سوى المنسق الإعلامي محمد التويجري الذي كان يحمل بمفرده عناء الإعلام والأسئلة المتكررة وكان مطلوب منه أن يكون دائما هادئ. عدم مبالاة بعض لاعبي المنتخب كانوا يخرجون بعد خسارة المنتخب أمام سورية وأمام الأردن بابتسامات استفزت بعض الجماهير المتجمهرة حول مدخل وخروج اللاعبين وكذلك الإعلاميين الذين كانوا يتوقعون حالة من الحزن على الخسارة إلا أنه فوجئ بالعكس مما زاد من الاحتقان في العلاقة بين اللاعبين وبعض الجماهير مما دفع بالأخير إصدار بعض العبارات الجارحة تجاه اللاعبين. شهدت التدريبات للمنتخب السعودي قبل مباراته أمام المنتخب الياباني نوعا من الفوضى حيث حضر الأمين العام فيصل العبدالهادي وطارق كيال وحافظ المدلج وأربعة إداريين آخرين وعند بداية التدريب دخل كل من فيصل العبدالهادي وطارق كيال إلى أرضية الملعب لمناقشة ناصر الجوهر بحضور فهد المصيبيح، وعندما طلب الإعلاميون من التويجري إيضاحا رفض التعليق ووصفها بأنها عادية، وفي الأخير دخل طارق كيال الملعب قبل بداية التدريب وأخذ يداعب الكرة ويتحدى مع ناصر الجوهر في بعض المهارات. حديث الوفود أبدت جميع الوفود العربية استغرابها من مستوى المنتخب السعودي ومن قرار إقالة المدرب، بينما كشف أحد المسؤولين السوريين أن طموحهم كان حصد نقاط السعودية وبين شوطي المباراة قال مدرب سورية للاعبين «اذبحوني إذا لم نفز على السعودية» كان من باب التشجيع للاعبين وتحفيزهم وكان لهم ما أرادوا، بينما قال عدنان حمد للإعلاميين في بهو الفندق بأن المنتخب السعودي يلعب كرة مكشوفة وأنه يتمنى مشاركة القحطاني والهزازي في الهجوم لسهولة مراقبتهم وكان السؤال العريض من جميع وسائل الإعلام.. ما الذي يحدث لكرتكم؟ سيارات بالأجرة عانى الإعلاميون والجماهير من التنقل لملعب المباراة حتى أن سائق إحدى الحافلات المقلة للإعلاميين أضاع ملعب الريان الذي أقيمت فيه مباريات المنتخب، وشهد سوق تأجير السيارات رواجا لأن أغلب الإعلاميين لجأوا بعد تلك المعاناة للإيجار. أزمة تصاريح شهدت الأيام الأولى من التواجد الإعلامي استياء كبيرا من التنظيم حيث لم تصدر تصاريح دخول الملاعب لدول غرب آسيا حتى يوم الافتتاح والحجة أن هناك خللا في موقع الاتحاد الآسيوي بينما لم يحدث ذلك لدول شرق آسيا وكان هناك سخط إعلامي كبير من تلك الملاحظة.