ما إن أعلن الاتحاد السعودي بعد اجتماعه الأخير نقل مباراة كأس السوبر السعودي والتي ستجمع فريقي النصر والهلال «رسميا» إلى لندن حتى اكتظت مواقع التواصل الاجتماعي بتداول حيثيات القرار والذي وصفوه بالغريب. حيث تباينت آراء المنتمين للوسط الرياضي والمتابعين بين من باركوا الخطوة ورحبوا بها ومن عارضوها وهم الأغلبية ولكل أسبابه. «عكاظ» استطلعت آراء بعض المنتمين للوسط الرياضي من خبراء ومدربين ولاعبين سابقين لمعرفة رأيهم في نقل المباراة والمبررات التي تدعم هذا الرأي إضافة إلى توقعاتهم لهذا اللقاء المرتقب. الدكتور حافظ المدلج أحد المتخصصين في مجال التسويق عبر عن رأيه حيال نقل المباراة بقوله «فكرة مباراة السوبر كانت بدايتها هي إقامة بطولة السوبر لأبطال الدوري في المملكة وقطروالإمارات كون هذه الدول هي التي تشارك أنديتها في دوري أبطال آسيا إلا أن هذه الفكرة تعثرت وأوجد لها بديل السوبر السعودي وتلعب مبارياتها في الإمارات أو قطر والهدف منها وجود شعبية جارفة للأندية السعودية في الخليج، والهدف الآخر زيادة التقارب بين دول الخليج وثالث أهدافها تسويق للأندية السعودية ولاعبيها في الدول المجاورة، وجميع الأهداف السابقة لا تتحقق في نقل المباراة إلى لندن، وهذه الخطوة لا يتطلع لها سوى من يستهدف السوق الإنجليزي». وزاد «نقل السوبر إلى لندن خطوه يتخذها من يبحث عن السوق الإنجليزي مع العلم أننا لا يمكن أن نتوقع بأن الإعلام الإنجليزي يحتفي بهذه المباراة عبر وسائلهم، ولا يمكن أن نتوقع أن منتجات الأندية السعودية ستغزو السوق لديهم، إضافة إلى أن المباراة هناك لن يتمكن من حضورها المشجع العادي والذي يعتبر الهدف الأول تسويقيا، الحضور الجماهيري يقاس دائما على من هم في الواجهة وليس من هم في المنصة». وأضاف «نقل المباراة من جمهور شغوف إلى جمهور VIP سيحول المباراة إلى ودية أو إلى حفلة خاصة يحضرها فقط النخبة الذين هم أصلا في لندن ولا يريدون أن يقطعوا إجازاتهم لحضورها في الرياض». وتساءل «أليس الاتحاد السعودي يفاخر بأن أكبر إنجاز حققه هو كسر عدد الحضور الجماهيري هذا الموسم، فلماذا في المقابل تعاقب هذه الجماهير بنقل المباراة إلى مدينة لن يتمكن من الذهاب لها سوى المقتدرين وكأنهم بهذا الإجراء يوجهون رسالة للبسطاء بعنوان (ممنوع الحضور) رغم أن كرة القدم هي أصلا لعبة الفقراء وليست للنخبويين ولهذا أتوقع عدم نجاح المباراة بسبب غياب صوت المشجع الفعال». حمدان: انطباع خاطئ أمين عام نادي النصر السابق علي حمدان قال «ما أعرفه أن القرار اتخذ من مجلس إدارة الاتحاد ولكن تساؤلي: من قدم هذه الفكرة وكيف تمت دراستها وماهي السلبيات والإيجابيات حولها، ولماذا لم يخرج لنا بيان رسمي من الاتحاد السعودي ليوضح لنا من خلاله أسباب نقلها إلى لندن، وما الأسباب والمبررات التي دعتهم لنقلها. وأضاف «من الطبيعي أن يكون المردود المادي قويا ومغريا، ولكن الفكرة ليست مالية بحتة لكون البطولة لازالت غضة وفي بدايتها، ولهذا نحن بحاجة إلى إقامة البطولة في المملكة عدة سنوات وترسيخ رسميتها، ونقلها ربما سيعطي انطباعا لدى الكثيرين أنها غير رسمية وهي على العكس تماما تعتبر إحدى بطولات الاتحاد السعودي لكرة القدم الرسمية والمعترف بها». الخالد: الخليج كان أنسب ويقول المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد إنه من حيث التسويق لكرة القدم السعودية وفق مبدأ أنها تشاهد في أكثر من مكان أظنه إيجابيا، لكن نقلها إلى لندن أرى أنه لن يأتي بمردود جيد لعدة أسباب أهمها الحضور الجماهيري والذي أتوقع أن لا يكون كبيرا إضافة إلى اختيارهم ملعبا صغيرا ليس كبقية الملاعب هناك كويمبلي مثلا. وأضاف «كنت أتمنى أنه في حال تم نقل المباراة أن تنقل إلى الإمارات أو قطر لوجود جماهيرية كبيرة للناديين في هاتين الدولتين، أو أن تنقل إلى إحدى مدن المصايف في المملكة، أنا لست ضد فكرة النقل ولكني أرى أن اختيار لندن كمكان لإقامة المباراة غير مناسب جدا». الهريفي: اطرحوا مناقصة نجم النصر السابق فهد الهريفي طرح رأيه متسائلا «الوقت الحالي ليس مناسبا لنقل المباراة، خاصة أن كرة القدم هي المتنفس الوحيد للشباب السعوديين ولو نظرنا للعائد المادي لوجدنا أنه ليس بذلك العائد المجزي، أنا متأكد أن هذه الخطوة اتخذت بطريقة فيها فائدة لأشخاص وأفراد معينين أكثر من الفائدة العائدة للناديين وجماهيرهما إضافة إلى أنها اتخذت لتكون إحدى النقاط التي سيفاخر بها الاتحاد السعودي مستقبلا». وزاد «هل الاتحاد السعودي بحاجة للمال لنقلها، وهل يكافئ شباب هذا الوطن بإبعاد المتعة عنهم وحرمانهم من مشاهدتها وحضورها، هل مصلحة بعض الأشخاص أهم من مصلحة وسط رياضي كامل، ولماذا لم يخرج لنا أحد من الاتحاد السعودي بشكل رسمي ويوضح لنا أسباب النقل والعائدات التي سيتحصل عليها الفريقين، ولماذا لم تطرح المباراة كمناقصة تتنافس عليها الشركات الأخرى». كميخ: حرموا مشجعينا ويرى المدرب الوطني علي كميخ أن النخبويين سلبوا المشجع حقه «بالنسبة لي أنا معارض لنقل المباراة لأسباب عدة أهمها أن الجمهور الذي حضر المباريات وسجل الأرقام القياسية هذا الموسم بالحضور غير قادر على حضورها هناك، إضافة إلى أنه ليس هناك أي مبرر لنقل المباراة من ملاعبنا التي تتسع ل70 ألفا ونحوها إلى ملعب لايتسع إلا ل20 ألفا ولا يحضر فيه إلا الأثرياء». وتابع «رغبة النخبويين هي التي نقلت المباراة إلى لندن، فنهائي كبير يجمع النصر بالهلال في بداية موسم كان بالإمكان استغلاله وعمل مغريات تحفز الجماهير على الحضور للملاعب وجعل هذه المباراة على الأقل جزءا من السياحة الداخلية لمن لا يستطيعون السفر خارجا، وبالنسبة لمن برر بأن نقلها بسبب الأجواء فهذا ليس بمبرر يستحق نقل المباراة خارج البلاد». وأردف «تغييب المشجع السعودي خاصة الصغار في السن ووأد فرحتهم ومتعتهم بحرمانهم من مشاهدة قمة كروية سعودية ونقل المباراة إلى ملعب صغير جدا وعدم استغلال المباراة كجزء من السياحة الداخلية إضافة إلى إجبار الناديين على تغيير مواعيد استعداداتهما وتغيير برامجهما وسفرهما وتنقلاتهما كل هذا من أجل إرضاء فئة نخبوية معينه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون تطويرا أو تقدما». وزاد «أنا ضد نقل أي فعالية سعودية لخارج البلاد وكنت أتمنى تدخلا من الأمير سلطان بن سلمان أن يتدخل فكرة القدم جزء من سياحتنا الداخلية ومتنفسا مهما للشباب، القرار كان ظالما للمشجع البسيط وفيه تعد على ملاعبنا وتعد على سياحتنا الداخلية، وأرى أن من اتخذ هذا القرار لا يستحق البقاء في كرسيه يوما واحدا لكونهم دائما ما يطالبون بحضور الجماهير وعندما سنحت لنا الفرصة بنهائي كبير تم نقله إلى خارج الوطن».