على الطريق السياحي جنوبي محافظة الطائف يقع مركز بني سعد، الذي يحظى بمكانة تاريخية واقتصادية وثقافية، فضلا عن كونه يعد من أكبر المراكز في المنطقة من خلال عدد القرى التي تتجاوز 350 قرية يتوزع سكانها في تلك القرى. لكن هذا الإرث الكبير الذي تتكىء عليه تلك القرى المترامية الأطراف، والتي تستوعب الآلاف من السكان، باتت تتطلع لما يجعلها مواكبة للامتداد السكاني والتطور العمراني الذي لا يتحقق إلا بتحويل هذا المركز إلى محافظة بعد أن أصبح ينافس الكثير من المراكز المجاورة. «عكاظ» انطلقت في جولتها بدءا من قرى الطريق السياحي، حيث كانت البداية بمدخل هذه القرى، والمتمثل في طريق بني سعد والمتفرع من طريق الجنوب الطائف قيا الباحة. يتحدث السكان في قرى بني سعد عن نقص حاد في الخدمات المختلفة والتي يأتي في مقدمتها الهلال الأحمر والبنوك والضمان الاجتماعي، ولكن تركيزهم الاكبر كان على ترقية المركز إلى محافظة لينعم كغيره من الخدمات الأساسية التي حظيت بها العديد من المناطق الأخرى المجاورة. احتجاز السكان قبل ثلاث سنوات تعرض مركز السر وقرى بني سعد للغرق بسبب السيول وتدخلت الجهات المختلفة، ووقف وقتها محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر على الأضرار التي تعرض لها مركز السر وكان من ضمن تلك الأضرار الاحتجازات التي تعرض لها السكان في مدخل بني سعد بسبب العبارة التي لازالت تهدد حياتهم، حيث أصدر ابن معمر إلى إدارة الطرق بسرعة استكمال العبارة حتى يستطيع السكان وقاصدو الطريق السياحي عبور المدخل دون خطر، لكنه مع الأسف تجاهلت إدارة الطرق التعليمات، واعتذرت بوجود مشروع المياه بالرغم من الانتهاء من المشروع حيث تنصلت إدارة الطرق من المسؤولية وقامت بنزع اللوحات الإرشادية للمدخل، ولم تنفذ وعودها بتنفيذ المشروع الذي لايتجاوز 500 متر، حتى أصبح السكان عرضة للغرق والاحتجاز مع كل زخة مطر .. والتي كان آخرها الأسبوع الماضي. محمد الثبيتي وضيف الله المنجومي يتذكران البرقيات والمطالبات بازدواجية الطريق السياحي، قبل ربع قرن، والتي لم تشفع لسكان قرى الطريق السياحي الطائف بني سعد ميسان الباحة حيث تنتشر على جنبات الطريق أكثر من ألف قرية، ورغم المطالبات المتكررة من السكان بازدواجية هذا الطريق الذي لازال يتربص ويحصد سالكيه من أبناء القرى لكثرة السيارات ومرتادي الطريق إلا أن هذه النداءات لم تجد الآذان الصاغية من مسؤولي الوزارة لإنهاء هذه المشكلة التي يتطلعون لسرعة حلها لتنعم كغيرها من المناطق بالازدواجية وتخفف المعاناة وتقلل من خطر الطريق الذي يؤكد السكان أنه لازال مصدر خطر على سالكيه، ويشكل معاناة لسالكي الطريق حيث يشهد حوادث متكررة بشكل يومي، حيث إن سالكي الطريق من المعلمين والمعلمات والموظفين والمواطنين يسلكون هذا الطريق الذي يضيق بالسيارات كونه ذا اتجاهين فقط، ولا يتناسب مع الأعداد الكبيرة من السيارات وسالكيه، مؤكدين أن ازدواجية الطريق أمر أصبح ضرورة ملحة يجب تنفيذها، واعتماد ذلك في خطة الوزارة التي تعد في كل عام دون نتائج تحققت على أرض الواقع، وهذا جعل الكثير من المواطنين يتقدمون بخطابات ومطالبات للعديد من الجهات ذات الاختصاص، حتى يعتمد ولكن الوزارة تصمت عن الرد أو تحديد وقت للبدء في التنفيذ من عدمه. شبكة المياه وأكد الأهالي أن حافلات نقل الطالبات والمعلمات تشكل العدد الأكبر من سالكي الطريق، حيث يؤكد مسفر النفيعي وعواض الخديدي، أن طالبات قرى بني سعد غير القادرات على السكن بعيدا عن أسرهن والانتقال للطائف، يداومن بشكل يومي من بني سعد إلى كليات جامعة الطائف، مما يستوجب عليهن قطع مسافة 250 كم يوميا وصولا إلى الجامعة، مما يتطلب سرعة توفير فروع للكليات في بني سعد حتى يستطيع الطلاب والطالبات البقاء في قراهم وإيقاف هذه الهجرة، خاصة أن هناك ما لا يقل عن 500 طالب وطالبة يغادرون قرى بني سعد بشكل يومي للدراسة في كليات الطائف والمعاهد وهذه الأعداد تشفع بافتتاح فروع لكلية للطالبات في المنطقة، ورغم أن مطالب السكان لازالت جامعة الطائف ووزارة التعليم تعدهم ولكن دون تحقيق تلك الوعود. لكن الطريق الضيق، بات أيضا عرضة لانتهاك الكثير من الشاحنات، في مقدمتها صهاريج المياه، حيث لفت نظرنا على الطريق وجود عدد كبير من وايتات المياه في طريقها لقرى بني سعد، وبالاستفسار أوضح سلطان الخديدي عمدة بني سعد أنه بالرغم من الأعداد الكبيرة من السكان المستقرين في تلك القرى، إلا أنهم لم يشفعوا في حث إدارة المياه على توفير خزانات أو أشياب للمياه في بني سعد أسوة بالمراكز المجاورة، مؤكدا أن مشروع سقيا المياه للقرى لا يفي بالغرض المطلوب، مقارنة بالأعداد الكبيرة التي تشهدها القرى في الوقت الحالي تتضاعف وقت الأعياد والمناسبات السنوية حتى أصبح مشروع أشياب المياه مطلبا ملحا للسكان في تلك القرى. تباينت آراء سكان قرى بني سعد حول الخدمات البلدية المتوفرة في المنطقة حيث إن عددا من سالكي الطريق ومن حظوا بنصيب من الخدمات يرون ضرورة توفرها، بينما السكان في القرى البعيدة عن الطريق السياحي لازالوا يتطلعون للخدمات كغيرهم، لكن الجولة كشفت توفير عدد من الحدائق ومدخل على الطراز المعماري الجميل وعدد من المجسمات الجمالية والأسواق التجارية للخضار والفواكه، والأعلاف، ناهيك عن المركز الحضاري الذي يخدم سكان القرى في المناسبات الحكومية والاحتفالات. ويرى البعض الآخر أن الخدمات البلدية التي وفرتها بلدية بني سعد جيدة، ولكن سكان بعض القرى ينتظرون خدمات الاسفلت للوصلات الداخلية في القرى مثل قرى الخشة ومخلد وغيرها من القرى، وقرى العكشة حيث لازالوا ينتظرون تنفيذ هذه الوصلات لقراهم. غياب الإسكان الموقع الذي سلمته بلدية السحن بني سعد لوزارة الإسكان ووضعت اللوحة لازال دون اهتمام ولم تكلف نفسها الوزارة بالوقوف على الموقع حيث يؤكد محمد الثبيتي أن العديد من الأسر والعائلات يتطلعون للبدء في التنفيذ، لعلهم يستفيدون من الإسكان، بالرغم من خيبة الأمل التي تعرض لها السكان حيث إن الموقع لا يتناسب مع التوزيع السكاني لهم، فالبعض يرى أنه من الصعوبة الانتقال من قريته الأصلية لمنطقة أخرى، ومع ذلك لازال الموقع المخصص للإسكان دون تخطيط بل مجرد صخور. المنتجات الزراعية لازالت قرى بني سعد تحتل المراكز المتقدمة في توريد المحاصيل الزراعية من العنب الذي تشتهر بزراعته قرى السياييل حتى أصبح الأهالي يطالبون بتخصيص مواقع لتنفيذ مهرجان للفواكه في بني سعد ويتطلعون لتنفيذه. ودعنا قرى مركز بني سعد باتجاه قرى محافظة ميسان وحال لسان سكانها يطالب بتحويل بني سعد لمحافظة وتوفير الخدمات المختلفة التي تساهم في بقائهم وإيقاف الهجرة، مشيرين إلى أن مقبرة القرين التي داهمتها السيول منذ عامين وتسببت في نبش القبور وتحطيم السور الخرساني لازالت دون تنفيذ وصيانة رغم مطالبات السكان.. رئيس البلدية: التحسين بدأ وفندق سياحي قريبا يصر رئيس بلدية بني سعد خالد العتيبي ل«عكاظ» على أن قرى بني سعد حظيت بالعديد من الخدمات بينها خدمات السفلتة، وقال: بدأت خطتنا بتحسين الطريق السياحي من خلال توفير الخدمات والملاعب الرياضية والحدائق التي تم الانتهاء من بعضها، والعمل جار في البعض الآخر، كذلك توفير الإنارة على الطريق السياحي لمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات باتجاه الطائف، حيث تم ربطها مع مركز السحن، وحاليا نسعى إلى نقل الورش الصناعية من المركز إلى موقع آخر تم الانتهاء منه، وينتظر فقط التيار الكهربائي فيما تم تنفيذ سوق للإعلاف والخضار، وهناك خدمات أخرى للقرى سيتم الانتهاء منها قريبا حسب الأولويات للقرى، مؤكدا أن البلدية بصدد عمل مشروع تجاري كبير لخدمة زوار المنطقة وهو عبارة عن فندق سياحي يستمد تصميمه من الآثار والمواقع الأثرية في المنطقة. السياحة بعيدة عن الآثار لازالت قرى الكلادا الشامخة على جبال السروات تشكل معلما أثريا جميلا وصلت إليه هيئة السياحة والتراث الوطني، لكن طاهر السيالي يؤكد أن السياحة يبدو أنها اكتفت بهذا المكان، لأن هناك العديد من المواقع الأثرية في بني سعد وكذلك المواقع السياحية مثل قرى الدار الحمراء التي تقع على ارتفاع 1400م، عن سطح البحر، لازالت تحلم بأن يتم تنفيذ منتجعات سياحية ونزل سياحية لتخدم قاصدي المنطقة وتشجع السياحة الجنوبية في مراكز الطريق السياحي، مبينا أن السكان يتمنون أن يقوم فرع هيئة السياحة بدوره لتقديم خدماته للسكان وكذلك البحث عن مواقع جذب سياحية.