إذا ما كنت لي عيدا،،، فما أصنع بالعيد! جرى حبك في قلبي،،، كجري الماء في العود عيدكم مبارك، أعاده الله عليكم بالخير وعلى بلادنا الحبيبة بالأمن والسلام والعز والمنعة. العيد موسم لإظهار الفرح والابتهاج بنعمة التوفيق إلى إكمال صيام رمضان وقيامه، فهناك كثيرون محرومون من هذه النعمة، إما لمرض أصابهم وإما لضلال ابتلوا به، فخسروا الخسران المبين. حين يفرح الصائم بالعيد، هو يفرح لعون الله له والمن عليه بأداء فريضة الصيام، فالفرح هنا عبادة لله وحمد له وشكر على نعمته اتباعا لأمره: (ولتكملوا العدة، ولتكبروا الله على ما هداكم، ولعلكم تشكرون). لكن هناك أناسا يكرهون الفرح، ويعشقون التنكيد على أنفسهم وعلى غيرهم، فيبادرون في يوم العيد، حين يكون الصائمون فرحين بإكمال الصيام، سعداء بما حققوه من إنجاز في طاعة ربهم، يبادرون إلى تكدير خواطرهم وإفساد فرحتهم بتذكيرهم أن صيامهم قد لايكون مقبولا، وأن عليهم أن يخافوا وأن يقلقوا لهذا الاحتمال، ويبدأون في الاستشهاد بعبارات يقولون إن السلف الصالح كانوا يرددونها في نهاية شهر رمضان تعبيرا عن جزعهم من أن يكون صيامهم رد إليهم ولم يتقبل منهم، وهي عبارات مشوبة باليأس والجزع من عدم قبول العمل أكثر مما هي مشرقة بالأمل والرجاء في القبول، فتمتلئ القلوب قنوطا من رحمة الله وتضيق الصدور، وربما غلب على بعضهم الظن بعدم قبول عمله فيكتئب وقد ينكس على عقبيه مبتعدا عن العمل الصالح. من المؤكد أنه لا أحد منا يضمن أن الله قد قبل عمله، ونظل نتضرع إليه في كل حين أن يتقبل منا، ولكن لم إيراد هذا الاحتمال؟ وفي يوم العيد؟! شتان بين من يخاطب الصائمين قائلا افرحوا برحمة الله في يوم توزيع الجوائز، ومن يخاطبهم يطلب منهم ألا يغروا بصيامهم وقيامهم وصدقاتهم فإنهم لا يدرون إن كانوا من المقبولين أم من المردودين!! نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم العمل الصالح وأن يتجاوز عن الخطأ والتقصير، وأن يجعله عيدا سعيدا على الجميع خاليا من المنغصات والمكدرات. وكل عام وبلادنا الغالية في أمن وسلام وعزة.