في البداية احمد الله تعالى ان اتم علينا النعمة بصيام شهر رمضان وقيامه واسأل الله ان يتقبل منا ومن جميع المسلمين صيامهم وقيامهم وان يغفر لنا الذنوب والزلات. واذكر نفسي قبل ان اذكر القراء بما روي عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان "ياليت شعري من هذا المقبول فنهنيه، ومن هذا المحروم فنعزيه". نعم العيد موسم فرح وسرور وافراح المؤمنين دوما ومسرتهم هي بمولاهم اذا فازوا باكمال طاعته وحازوا على ثواب اعمالهم ولانني لم ارد ان انغص فرحة العيد على احد فقد اثرت تأجيل مقالي هذا حتى ينتهي العيد حيث سأخاطب ابا انتزعت من قلبه الرحمة لاقرب الناس اليه (ابنته).. نعم فقد التقيت بها في اواخر الشهر الكريم حيث حضرت الى صالون التجميل وهي تعاني.. لم يتبق من شعرها سوى القليل، تقصف، تقطع، احترق او سمه ما شئت فقط سمعت كلمات اللوم والتأنيب التي وجهتها مصففة الشعر اليها مما اثار شفقتي عليها فاحببت ان اعرف السبب، وللقارئ ان يعرف ان زفاف هذه الفتاة التي لا تتجاوز العشرين من عمرها خلال ايام العيد.. ارادت ان توفر ثمن التمليس والصبغ لدى الصالون فقامت عليه في المنزل؟!! ارادت ان تبدو جميلة امام خطيبها فغامرت بشعرها كله.. ولكم ايضا ان تعلموا بان هذا قد تم قبل اشهر من زيارتها للصالون فقد تحسن الان كما تذكرعما كان من قبل وهاهي الآن في الصالون لمعالجته قبل موعد الزفاف بعد ان استماتت في طلب اجرة الكوافيرة من جدتها التي اعطتها المبلغ المطلوب (عشرات وخمسات) جزاها الله خيرا ولكن اين الوالد سألتها واذا بي ارى حيرتها وهي تنظر الى الساعة خشية ان يحين وقت الافطار وهي لا تعلم ماذا ستفطر ولا اين؟!! اجابتني: توفيت امي في حادث قبل عامين وعاد والدي الى زوجته الاولى التي حرمتنا حتى من رؤيته لدرجة انه لم يحضر عقد نكاحي على ابن اخيه ولم اشاهده منذ اكثر من عام.. دون ان اعلم السبب؟! لن اطيل على كل قارئ تابع اسطري ولكن اردت ان اسوق النتيجة قبل ان اختم قصتها لقد قالت بعظم لسانها: لم اكن اريد الزواج.. لانني لا اريد الانجاب!! وليجيبني الاطباء النفسيون هل هذه نتيجة طبيعية للظروف التي تعانيها؟!!