وجبر مصاب أهله، فقد بكيت على رحيله بالرغم من قصر معرفتي به، ولكني خلال تلك الفترة الوجيزة عرفت الكثير عن سيرته الحافلة بالخير، وخلقه الرفيع الذي أسر به القلوب، وتلك الأبوة التي كانت تتدفق حنانا ورحمة، بكيته من خلال دموع زوجته وأبنائه وبناته، وتألمت لفراقه كما تألمت لفراق أبي، ومررت بذلك الموقف ما جعلني أحس بمعاناتهم وحزنهم على فراق الأب خصوصا عندما يكون أبا أفنى عمره في سبيل سمعة عطرة وحياة كريمة لأبنائه، وسبحان الله أن اختاره للقائه في هذه الأيام الكريمة من شهر رمضان المعظم، وفي ليلة الخامس عشر من أيامه الفضيلة حين كان البدر مكتملا، فهنيئا له بحسن الخاتمة، ونسأل الله أن يجعل مثواه الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (إنا لله وإنا إليه راجعون).