(أمي سأظل أبكيك إلى أن يتوفاني الله).. (أمي) كلمة قصيرة ذات معنى عظيم.. ذكرت في القرآن الكريم وأمرنا الله ببرها.. كلمة كنت أرددها عندما كانت أمي على قيد الحياة وإلى الآن ودموعي تسبق كتاباتي وشريط ذكرياتها لا ينقطع من مخيلتي، رحلت إلى جوار ربها ونزفت قلوبنا دماً لفراقها. أمي التي توفيت ونحن مع أبي وإخوتي في بيت أخي ننتظر دخولها علينا بوجهها المشرق المبتسم كعادتها. جاءنا خبر حادثها كالصاعقة. التي هزت قلوبنا جميعاً. ومما أثلج صدورنا نطقها بالشهادة قبل أن تفارق الحياة. حُملت إلى المستشفى ولم يبقى سوى أثر دمائها. وحذائها الذي سيكون ذكرى لنا. كانت امرأة عظيمة كريمة واصلة نقية طاهرة قلبها سليم لا يعرف الحقد والحسد رحمها الله. كانت يتيمة لم تنعم برؤية والديها ورغم ذلك.. كانت منبعاً للحنان والرحمة. إنها امرأة ليست ككل النساء: بكى عليها كل من يعرفها بحرقة قد أكرمها الله وأحسن خاتمتها بذكر الشهادة وختم لها بالصدقة وزيارة المريض والصيام وصلة الرحم. فمن يا ترى تجتمع فيه هذه الصفاة في يوم وفاته! (إلا ما ندر). اللهم أحسن خاتمتنا كما أكرمتها بحسن الخاتمة. هنيئاً لها وغفر الله لها. ملتقانا الجنة بإذن الله. اللهم اجعل مثواها الفردوس الأعلى وأبدلها داراً خيراً من دارها وأهلاً خيراً من أهلها اللهم اجعلها في منزلة الشهداء والصديقين والأنبياء. اللهم اجمعنا بها وبجميع المسلمين. في جنة الخلد يارب العالمين. نعزي أنفسنا على فقدها ونقول: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ونقول: (إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى). سأصبر وأحتسب. ابنتك المحبة/ نورة صالح الخليف