بعد أيام نحتفل بحلول عيد الفطر المبارك بعد أن تمكن المسلمون من صيام الشهر الفضيل، وبالطبع فرحة حلول العيد لا يمكن وصفها ولكن أهم ما يثلج صدورنا هي مشاهدة الفرحة في عيون الأطفال الذين يحتفلون بكل براءة بهذه الأيام السعيدة. وفي العيد يتجه الأطفال مع أسرهم إلى الملاهي التي تجمع الصغار الذين يعبرون عن فرحة العيد بممارسة الألعاب وركوب الخيل والدبابات وجميعها العاب لا تخلو من المخاطر؛ لأن الأطفال ومع نشوة الفرحة قد يتدافعون ويتسابقون وبالتالي قد يكونون عرضة -لا سمح الله- للسقوط أو التعرض للجروح أو الكسور وكل ذلك يتطلب الحذر وتوعية الأطفال بعد الجري والانتباه عند الجلوس في الملاهي، وخصوصا أن جميع الألعاب عناصرها حديدية يؤدي التلاطم بها إلى إصابة قوية. ويشمل التحذير الألعاب النارية التي يفرح الأطفال بها في العيد، وقد لاحظت بيعها في أبحر الشمالية على أيدي الأفريقيات وهذه الألعاب قد تؤدي إلى تطاير أجزاء منها للعين وحدوث تمزق لأنسجتها مما يؤدي إلى جروح وبروز محتويات العين الداخلية، وفي حالة تعرض أي أحد من الأطفال -لا سمح الله- لشظايا «الطراطيع» فإنه ينصح بتجنب لمس عين المصاب وتركها كما هي لحين وصول الإسعاف الى موقع الطفل وقيام المسعفين باللازم إلى أن يتم نقل المصاب إلى أقرب طوارئ مستشفى للمحافظة على سلامة العين، فسجلات مستشفيات العيون سجلت خلال الأعوام الماضية وبالتحديد خلال فترة العيد إصابات عديدة تعرض لها الأطفال، لذا فإن دور الآباء كبير في منع الأطفال من هذه الألعاب، تجنبا للشظايا الناتجة أثناء تفجيرها والتي يكون تأثيرها كبيرا على العين والأذن، ولا أخفي إن قلت أن شراء الطراطيع من قبل المروجين لها ساعد على ترويج الألعاب النارية، خاصة أن هناك بعض الآباء أو الأمهات لا يترددون في إعطاء الأطفال أي مبلغ في سبيل اللهو خارج البيت، وبدلا من أن يصرف الابن المبلغ في المأكل أو المشرب تجده يتحمس لشراء الطراطيع. واخيرا.. يجب أن يدرك الجميع أن العيد فرحة، ولابد أن تترجم هذه الفرحة بطريقة لا تؤذي أجسادنا وتتسبب في تعرض الأطفال لأي إصابات أو جروح، ومن هنا أتمنى أن تكثف التوعية خلال الأيام هذه الأيام عبر التلفاز والقنوات الفضائية والصحف حتى لا تنقلب أفراح الأطفال إلى مآس لا يحمد عقباها، كما أرجوا من أولياء الأمور توعية أبنائهم وإرشادهم بعدم التهور في مواقع الملاهي والانتباه لحواف الألعاب التي قد تصيب العين عند السقوط، كما أنصح القائمين على الملاهي بضرورة التأكد من وضع هذه الألعاب وإجراء الصيانة علىها في حالة إن تطلب الأمر ذلك تجنبا لتعرض الأطفال لأي إصابات ومن منطلق السلامة أولا، والله من وراء القصد. (*) استشاري طب وجراحة العيون