يقل استهلاك الكثير من القهوة والشاي في الشهر الفضيل، وما إن ينتهي رمضان يزداد تناول هذه المنبهات بشكل كبير وخاصة المدمنين للقهوة الأجنبية، وبينت العديد من الدراسات أن مجتمعنا الخليجي أكثر استهلاكا للقهوة وبالتالي أكثر تعرضا لكثير من الأمراض، وقد توصل الباحثون بعد إجراء عدة دراسات على آلاف الأشخاص لمعرفة علاقة القهوة بهشاشة العظام إلى أن تناول القهوة باستمرار وبحدود فنجانين في اليوم من العوامل المؤهبة لحدوث هشاشة العظام، حيث يترافق بتناقص في كثافة العظام، وبالتالي إلى هشاشتها، حيث يؤدي الكافئين إلى فقدان الكالسيوم. وهشاشة العظام أو تخلخل العظام مشتق من اللاتينية ويعني العظام المسامية وهي حالة مرضية تصيب الإنسان تتميز بحدوث مسامية غير طبيعية في العظام أو رقتها نتيجة عدم إنتاج مقدار كاف من بروتين العظام التي تترسب فيه أملاح الكالسيوم. وتعني أن العظام خسرت كميات كبيرة من الكالسيوم، وعند فحص مقطع من العظام الطبيعية فسوف نجده يشابه قطعة الإسفنج المليئة بالثقوب والمسامات، أما في حالة الإصابة بالهشاشة فإن هذه المسامات تقل عددا وتكبر حجما فتصبح العظام أشبه بقطعة الجبنة السويسرية ذات الثقوب الكبيرة. والعظام الأكثر عرضة للكسر في المرضى المصابين بهشاشة العظام هي الورك والفخذ، الساعد والعمود الفقري. كما قام باحثون في عدة جامعات أمريكية بدراسة مدى تأثير القهوة على ازدياد خطر كسور العظام في المرضى المصابين بهشاشة العظام، فاستنتجوا من هذه الدراسات أن هناك علاقة طردية بين ازدياد تناول فنجانين أو أكثر من القهوة؛ وازدياد خطر كسور عظام عنق الفخذ في المصابين بالهشاشة، وخاصة عند النساء متوسطات الأعمار. وقد وجد الباحثون بعد عدة دراسات أن تناول القهوة بشكل يومي وبمعدل أكثر من فنجانين يؤدي إلى تسارع ارتشاف العظم من العمود الفقري والجسم بشكل عام أي أنه يساعد على زيادة فقدان الكالسيوم من العظم، كما أنه يساعد على فقدان القشر العظمي من عظم الفخذ خاصة عند النساء اللاتي يأخذن الكالسيوم أقل من 800 ملغم من الكالسيوم في اليوم. كما نشرت مجلة دراسات أمراض الروماتيزم البريطانية في دراسة أعدها أطباء من المعهد للصحة العامة في هلسنكي. أنه فبعد متابعة استغرقت 15 عاماً ل 6809 أشخاص غير مصابين بالتهاب المفاصل أظهرت الدراسة إصابة 162 شخصا بالروماتويد منهم 89 كان لديهم العامل الروماتيزمي موجبا مع العلم عدم ظهور أعراض الروماتويد على أي منهم عند بدء الدراسة. وقد استنتج الباحثون أن عدد فناجين القهوة المستهلكة يومياً ارتبطت بشكل طردي مع ظهور العامل الروماتيزمي؛ فمثلا شرب أربعة فناجين قهوة يومياً أو أكثر قد يزيد من احتمال نسبة الإصابة بالروماتويد ذو العامل الروماتيزمي الموجب إلى أكثر من الضعف. ولا يعرف العلماء سبب زيادة هذا الاحتمال ولكن يتوقعون أن القهوة تحتوي على مادة غير معروفة تسبب إنتاج العامل الروماتيزمي والذي يكشف ظهوره عن وجود أجسام مضادة للمرض في الجسم. فخلاصة القول إن الاستهلاك الكثير للقهوة يوميا يتعب الجسد، كما يعرض الفرد لهشاشة العظام، فالأولى أن يكون تناول القهوة والشاي بشكل معتدل لا يؤثر على الصحة.