اعتبر رئيس البرلمان العراقي الأسبق وعضو البرلمان الحالي الدكتور إياد السامرائي أن المشروع الأمريكي لتدريب السنة مشروع متأخر، مشيرا إلى أن المطلوب من وجهة النظر الأمريكية تحقيق التوازن مع الحشد الشعبي الذي يبلغ عدده 130 ألف مقاتل بينما تسعى الولاياتالمتحدة إلى تدريب 27 ألفا. وقال السامرائي الأمين العام للحزب الإسلامي، في حوار ل «عكاظ» إن مشكلة العراق تكمن في كونه دولة مكونات متصارعة وغير متوازنة، فضلا عن كونه يتعرض إلى فساد مالي كبير ونفوذ قوى مسلحة غير نظامية على مقدراته وتدخلات في شؤونه الداخلية وعدم التزام بالدستور.. كل هذه الأمور جعلت من العراق مريضا وغير قادر على إدارة شؤونه.. فإلى التفاصيل: كان يعاب على حكم نوري المالكي الإقصاء والتهميش هل تغير شيء في حكم حيدر العبادي؟ خلال فترة نوري المالكي تكونت في العراق منظومة تتبنى النهج الذي سار عليه وهذه نقطة قوته، العبادي له منهج آخر ومازالت له مقبولية في الوسط السني والشيعي المعتدل ومقبولية أمريكية باعتباره شخصا عرف عنه مرونة ورغبة في إصلاح الأوضاع ولكنه غير قادر على تجاوز المنظومة الضاغطة عليه. التهميش مازال موجودا وسيحتاج سنوات لمعالجته ولكنه لن يتم بإرادة عراقية خالصة لابد من جهد عربي ودولي.. المشكلة أن ابتعاد العرب عن العراق وعدم انفتاحهم عليه في الماضي اعتراضا على نهج المالكي لم يخدم السنة لأنه أدى إلى ضعف الأثر العربي في الساحة. والآن نتمنى مزيدا من الانفتاح العربي على العراق حتى لو تأخر صلاح وضع أهل السنة فيه فالدور العربي ليس دورا سياسيا فحسب بل هو دور مجتمعي وثقافي واقتصادي والعرب وخاصة الدول الغنية فيه بإمكانهم ان يحدثوا تغيرا كبيرا في واقع العراق حتى لو كانت السياسات الرسمية للعراق لا تعجبهم وحتى لو اتهموا حكومته بموالاتها لإيران. يتعاظم دور الحشد الشعبي على حساب الجيش وذلك بموافقة الحكومة ما هو رأيكم؟ الحشد الشعبي كانت جذوره موجودة قبل داعش فتكوين الجيش العراقي وبفعل الدور الأمريكي فيه والحاجة العملية لم يكن مرضيا عنه ممن يريدون أن يكون للعراق جيشا مؤدلجا. تكونت المليشيات تعويضا عن هذا النقص فلما انهار الجيش ظهرت المليشيات لتمسك الوضع ثم عززت وضعها بالفتوى وبالغطاء الرسمي. دعونا نتعامل مع الواقع القضية ليست أرضى أو لا أرضى القضية فيما هو موجود وكيف نتعامل معه الحشد الشعبي رغم كل الملاحظات حقيقة واقعة وعدم رضانا عن أصل تشكيله لا يعني عدم الحاجة إليه الآن ولكننا نتبنى تصورا يتلخص بالتالي: تحقيق التوازن في تشكيلات الحرس الوطني وتكون في المستقبل بعد انجاز مهمة التحرير قوة احتياطية. الاستمرار في بناء الجيش على أسس منهجية علمية ويستعان بالدول الصديقة في بنائه. الحرس الوطني (الحشد الشعبي) يرتبط عملياتيا بالمحافظ وإن كان يرتبط بتسلسل القيادة مع القائد العام. الحشد أو الحرس لا ينبغي ان تكون قوة مكافئة أو موازية للجيش ومهمتها وقتية أو توضع لها مهمات بعد طرد داعش تتناسب مع الوضع الجديد. هادي العامري قال إنه لا تناقض بين الحشد والجيش ولا مشكلة في التعامل مع إيران .. فماذا تقولون؟ من الطبيعي أن يتكلم هادي العامري بذلك ويفترض أن لا تكون هناك مشكلة بين الحشد وبين الجيش والمطلوب إدارة واحدة وحازمة ينضبط الجميع تحتها، أما إيران فإنها امتازت بانفتاحها على العراق حتى مع الوجود الأمريكي فيه وعدم قدرة دبلوماسييها للحركة الحرة في بغداد لاحتمال تعرضهم للاعتقال. وكان السفير الإيراني لا يستطيع دخول المنطقة الخضراء إلا بواسطة موكب أحد المسؤولين الذين لا يتعرض موكبهم للتفتيش ونجحت إيران في بناء علاقات قوية. إلى أين وصلت مساعي تسليح السنة أمريكيا؟ تأخرت أمريكا في الأمر لأنها أرادت أن يتم ذلك عبر الحكومة العراقية والتي سعى متنفذون فيها لعرقلة الأمر، ولكن الخطوات الآن أسرع وإن هي متأخرة جدا عن موعدها ويعزى الفضل في ذلك لسياسيين سنة وشيعة ذللوا العقبات. كما لا ننسى الدور التركي في تدريب القوات العراقية في كردستان وهو دور متقدم على الدور الأمريكي والفضل في ذلك لرئاسة وحكومة الاقليم التي وفرت المعسكرات والتسهيلات. حسب المعلومات الصحفية الأمريكية أن نية الأمريكان تتجه إلى إعداد وتدريب قوة سنية من 24000 مقاتل الموجود الحالي منه هو 7000 فقط وفي تقديري أن هذه القوة ليست كافية لتغطية الحاجة وهناك حاجة الى مضاعفتها مرتين. لا ننسى أن الحشد الشعبي هو 130 ألفا ومازال غير قادر مع الجيش على تحرير مناطق العراق من داعش. ماهي مشكلة العراق؟ هذا من أصعب الأسئلة لأنه يحاول اختزال مشكلات العراق، ولكن نؤشر أن البرنامج الوزاري حدد المشكلات التي تجب معالجتها، ولكن نستطيع اختصار الأمر أن العراق تحول بفعل ظروف متعددة إلى دولة مكونات متصارعة وغير متوازنة. وتعرض إلى فساد مالي كبير ونفوذ قوى مسلحة غير نظامية على مقدراته وتدخلات في شؤونه الداخلية وعدم التزام بالدستور.