في غمرة الأحداث وتلاطم أمواج الشر والإرهاب التي يفجرها بين حين وآخر عناصر إرهابية تحركها أيدٍ خفية واغلة في الشر.. تتمدد في شبكات سرطانية تعمل في السر وفي جنح الظلام كخفافيش الليل.. تهدم وتروع وتقتل لا تفرق بين الطفل والطفلة واليافع والشاب والشيخ الكبير والمرأة والرجل.. وذهبت بعيدا في التفنن في صياغة أشكال غاية في الهمجية والبوهيمية.. إذ أخذت وبلا هوادة وبعيدا عن الساحة الإيمانية أو الاخلاق الانسانية.. تقطع الرؤوس وتمثل في ضحاياها وتهدم الآثار وتكسرها في عبث شيطاني دونه عبث الصبيان لتطمس وتصيب بالشر الكيان الاثري الحضاري الذي يرصد ويجسد حياة البناة دونما تقدير أو مخافة من الله ولا من خلقه. الأمن السعودي حامي الوطن : والحقيقة هي دلالة هذا العنوان، فقد شهد القاصي والداني في تجرد وشفافية للأمن السعودي.. صدر ذلك عن خبراء أمنيين دوليين ومهنيين في مجال الاستخبارات.. وقرروا في نصاعة وبيان لا يقبل الشك.. بأن الامن السعودي قد نجح في أن يبطل ويلغي فاعلية الاحداث قبل الحدث.. وفي إحصائية ذهبت إلى التأكيد على أن نحو 95 % من العمليات الإرهابية التي خطط لها واستهدفت الوطن في مرافق مختلفة قد أفشلها ذكاء وحضورا ذهنيا واستراتيجية ممنهجة واعية ومستوعبة من قبل العيون الساهرة.. وهو ما شهد به الاعداء قبل الاصدقاء .. والدليل على ذلك أنه وبعد التفجير الاخير في الدمام قد كرس الامن مشكورا جهوده في تتبع خيوط الشبكة العنكبوتية واستطاع بفضل الله ثم بجدارة وإخلاص رجال الامن في تقصي أولئك المغرر بهم من الإرهابيين الذين سلبت إرادتهم وفقدوا احترام الوطن ومواطنيه.. وكانوا وقودا للفتنة من خلال الاحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة.. وها هو رمضان الكريم يمضي في تجلياته وشلالات الضياء.. والامن يعم أرجاء الوطن، والمواطنون يتمتعون بقدر كبير من الطمأنينة والراحة وأداء الصلوات والتراويح في يسر وأمان يتبتلون إلى الخالق العظيم ولي الامر ومدبره.. وينامون ملء جفون أعينهم.. كل ذلك قد مهد له ويسره ووفره للمواطنين والمقيمين والزائرين جنودنا البواسل في الامن العام.. وعلى الحدود هناك جيشنا درع الوطن يسانده فتية من الحرس الوطني ومن سلاح الحدود. كم هي نعمة لا يقدرها إلا أولئك الذين يتجرعون الخوف ويعيشون تحت مظلة الرهبة والهلع يمارسون الهروب من مكان إلى مكان ويقعون ضحية للجوع والعطش والآلام.. كل ذلك من جراء القسوة والتسلط والقتل من أجل لا شيء دونما هدف.. وإنما القتل للقتل.. من هنا فإننا نحمد الله للقيادة ولرجالات الامن ولإخوانهم في الجيش والحرس على أنهم بنوا جسورا من التواصل فسيجوا حمى الوطن ودحروا الاعداء وأكدوا أن العيون الساهرة في الداخل وعلى الحدود إنما هي تؤدي دورها المقدس على النحو الذي يجعلنا نعيش في حالة من الامن يحسدنا عليها الاعداء ويغبطنا عليها الاصدقاء.. والجدير بالذكر أن تاريخ الاستراتيجية الامنية ليس وليد اليوم وإنما هو منذ سنوات بعيدة اعتمد على الدراسة المنهجية واستخدام أحدث وسائل التقنية الحديثة والشبكة الالكترونية والاستعانة بالكاميرات العالية الجودة.. من هنا فقد تشكل بجهاز الامن من خلال التجارب والممارسات كوادر علمية وعملية مكنتهم من استباق الحدث.. ونجحت في تقصي عصابات الإرهاب وتضييق الخناق عليهم وتجفيف منابع تمويلهم.. ولم تكن تصدر في ذلك عن تخمينات أو ظنون وإنما هي ترتكز على قاعدة علمية بالدليل القاطع.. وامتازت الجهات الامنية السعودية عن غيرها بأنها وفرت المعالجة الذهنية والنفسية لمن وقعوا في رذيلة الخطيئة في برامج تثقيفية وتوعوية من شأنها أن تعيد من مارسوا الجنوح إلى درب المواطنة الحقيقية وقد نجحت كثيرا في إقناع الكثير من أولئك وعادوا مواطنين صالحين. ولا أجد في الكلمات قدرة أو متسعا يغطي في شمولية لهذا الجهد الكبير وإنما الدعاء الخالص إلى الله سبحانه وتعالى بأن يحفظ هذه البلاد وأن يحفظ الامن ورجالاته.. ومن حقهم علينا أن نجزل لهم الشكر والتقدير.. وحسبي الله ونعم الوكيل.