اضطر المواطن أحمد الحربي للسكن في شقة بحي العكيرشة، الذي يعد من أقدم وأعرق الأحياء في جنوبي بريدة حيث كانت تقطنه الأسر الثرية قبل نحو ثلاثين عاما. لكن الاستقرار في هذا الحي، ليس مرتبطا بأي رغبة في مجاورة الأثرياء، والذين رحلوا عنه منذ سنوات طويلة، لكنه مرتبط برخص الإيجارات، بعدما تحول الحي إلى فوضى في الخدمات، إلى الدرجة التي انعدم معها التخطيط، وانتشرت العمالة الوافدة لتسيطر على الحي. يقول الحربي: عرف أهالي القصيم الحي، منذ عشرات السنين، وأسموه حي المستشفى نظرا لقربه من المستشفى المركزي، ورغم أنه مازال مأهولا بالمواطنين، سواء الجدد أو بعض سكانه القدامى، إلا أن الكل يتجرع معاناة نقص الخدمات، إذ يعاني من عدم النظافة وانتشار البيوت القديمة والمهجورة، وأشجار الأثل التي تشوه المنظر العام للحي، بالإضافة إلى انتشار العمالة بشكل كثيف، والتي حتما من بينهم مخالفين لأنظمة الإقامة أو العمل، مما يهدد سلامة وأمن السكان. وبين أن رخص الإيجارات كان دافعا للكثيرين للبقاء في الحي على علته، منتقدا غياب أبسط أنواع الخدمات. ويؤكد يوسف مسرحي أن الخدمات في الحي ليست وليدة اليوم، بعدما هجر السكان الأصليين منازلهم، مبينا أنه يعيش في الحي منذ عشرين عاما، وتابع جيدا نقص الخدمات، وقال: نعاني أولا من انتشار أحواش سكن العمالة الوافدة بشكل مخيف، والتي شكلت إزعاجا كبيرا، خاصة بالشاحنات، التي تغلق الشوارع، وترمي المخلفات في الأراضي الفضاء، بعدما استباحوا كل المواقع، دون أي رقابة سواء من البلدية أو الجهات المختصة. وأضاف أن السكان أيضا يعانون من قلة المواقف بالنسبة لمراجعي مستشفى بريدة المركزي والعيادات الخارجية، مما يجعلهم يزاحمون الأهالي أمام منازلهم، موضحا أن الحي أيضا ينقصه حديقة عامة ومضمار للمشي إضافة لإزالة الأشجار الأثل الكبيرة التي أصبحت تمثل تشوها كبيرا في الحي. ويتقاسم المقيمون مع المواطنين نفس المعاناة، إذ يرى المقيم المصري محمود عزيز عرب الذي يسكن الحي منذ خمس سنوات، أن انتشار أحواش العمالة المخالفة يشكل ازعاجا على الحي، ومصدر خطر خاصة على العوائل التي تسكن الحي سواء سعوديون أو مقيمون، مضيفا أن الحي يعاني من سوء النظافة، ولا يضم أي متنفس لأهل الحي مثل حديقة وساحات خضراء، ويمتلئ بالبيوت القديمة، ومازالت بعض الشوارع ترابية وضيقة.