تشكل أحياء عديدة في محافظة الخرج معاناة حقيقية للأهالي بسبب نقص الخدمات فيها، الأمر الذي يمثل عبئا على الأهالي. وتختلف المعاناة من حي لآخر، لكنها تتوحد في مسمى عدم الاهتمام من الجهات المختصة. ويعتبر حي السلام من الأحياء الشعبية في محافظة الخرج ويعيش بالحي الكثير من العمالة وتشكل خطرا على العوائل التي تسكن في الحي نفسه. أبو محمد يسكن في الحي منذ قرابة خمسة وعشرين عاما، حيث لم يكن يرى داخله إلا العوائل، لكن الأمر اختلف في السنوات الأخيرة، وأصبح لا يقطنه إلا العمال من الجنسيات المختلفة، والذين باتوا يشكلون خطرا على الأهالي في ظل تواجدهم المستمر في الشوارع. ودعا فهد الدوسري إلى إبعاد هؤلاء العمال من الحي، لأنه ليس حيا للعزاب، بل للعوائل ويجب أن يبقى هكذا، مشيرا إلى أنه يضطر لتوصيل أبنائه لمدرستهم القريبة من المنزل بسبب انتشار العمالة في الشوارع، بل يكثر انتشارهم بالقرب من المدارس صباحا وعند الظهيرة، مما يشكل عبئا نفسيا على الطلاب والطالبات، ولا يعرف أحد السبب في وجودهم في هذه المواقع، متسائلا: لماذا لا تخصص لهم أحياء يعيشون فيها بدلا من مزاحمة الأحياء التي تسكنها العوائل، أو أن يكونوا في المناطق الصناعية أو التي يكثر فيها العزاب. وأشار إلى أنه من الملاحظ أيضا انتشار العزاب بجوار السوق في حي السليمانية، وهو أمر لا يتناسب مع وجود المتسوقات، فمن المسؤول عن تأجير الشقق للعزاب في هذا الموقع. ويعيب أبو سامي على تدني مستوى النظافة في الحي، وخاصة في الأزقة والشوارع الضيقة فلا توجد هناك نظافة في المستوى المأمول. ويشير حمود المطرفي إلى أن أكبر مشكلة يعانون منها في حي الزاهر هي النظافة، فكثير من الأحياء تشتكي من تراكم النفايات وكذلك كثرة الحفر والتحويلات في الأحياء، فالسفلتة ما إن تنتهي في أحد الشوارع حتى تبدأ المشروعات في نفس الشارع بأيام قليلة مما يعيد الشارع إلى نتوءات وتعرجات وتشققات ومطبات غير مقبولة، وتتسبب في الكثير من المشكلات للسيارات. ويتساءل محمد الحربي عن غض الطرف عن سوء النظافة في الحي، حيث إن هناك تراكما لبعض النفايات في الحي، فلماذا لا يتم تغيير شركة النظافة في الحي مادام أنها لا تقوم بواجبها على الشكل المطلوب وإعطاء فرصة أخرى للشركات الأخرى. وعلى الرغم من أن حي الموسى يعد من الأحياء الحديثة إلا أنه يفتقر للكثير من الخدمات وفي مقدمتها المدارس المتوسطة والثانوية، إذ لا يوجد في الحي سوى مدرسة ابتدائية وحيدة، حيث استغرب صالح الحربي غياب تلك المدارس، داعيا إلى توفيرها في أسرع وقت ممكن. وتساءل سالم الدوسري: لماذا لا نعزز بمدارس المراحل الأخرى، لافتا إلى أن أبناءه يدرسون في المرحلة الابتدائية وإذا تخرجوا فأين يكملون، مضيفا: هل أذهب بهم إلى الأحياء المجاورة، الأمر الذي سيضيف علينا أعباء مادية ومعنوية؟. وقال محمد الشهري: لدي بنات يدرسن بالمرحلتين الابتدائية والمتوسطة ولكن للأسف الحي لا توجد به مدارس حكومية فاضطررت إلى تسجيلهن في مدارس خاصة، مما زاد أعبائي المالية. كما أضاف محمد على ما سبق أن بعض الأحياء أو المراكز أقل سكانا من هذا الحي وتوجد بها جميع مدارس المراحل سواء للبنين أو البنات. وأبدى صالح العمري من سكان حي الموسى استياءه من فتحات تصريف مياه الأمطار الموجودة بالحي، فهي وضعت بطريقة غير صحيحة وتسببت في الكثير من الأضرار للسيارات، مطالبا المسؤولين بسرعة معالجة هذا الوضع، خاصة أن هناك تلفا لكثير من السفلتة بسبب حركة الإعمار التي يشهدها الحي، مشيرا إلى أن وضع الحديقة العامة بالحي بات سيئا حيث تلاحظ موت الأشجار وتكسر النخيل بطريقة تسيء للمنظر الجمالي العام، بالإضافة إلى تدني مستوى النظافة في الحديقة، فكيف تهدر الأموال بهذه الطريقة ولا تكون هناك متابعة حقيقية للمسؤولين عن وضع الحديقة وعدم الاهتمام والعناية بها؟.