نبيل الرفاعي.. مهندس يجمع بين الهندسة و«هندسة التلاوة»، حيث اشتهر بتلاوته الحجازية في صلاة التراويح في مسجد التقوى بجدة، ولا يجد المصلي مكانا داخل المسجد ما لم يأت إليه مبكرا قبل أذان العشاء بفترة. أجاد الرفاعي التلاوة الحجازية، التي ارتبط اسمه بها وسألته عن كيفية اتقانه لها ومن هم مشايخه فيها، فقال بابتسامة جميلة: هذا السؤال دائما ما يتردد علي من بعض الإخوة، وأنا هنا أود أن أوضح بأن التلاوة الحجازية تعتبر من أعرق التلاوات التي عرفها القراء قديما، ولها مقامات وطبقات تقرأ بها، وبفضل من الله فقد تعلمتها من أهلي ومن قرائها المجيدين لها أمثال: الشيخ عبدالوهاب حضيري والشيخ زكي داغستاني والشيخ عبدالقادر عطية رحمه الله والشيخ محمد أيوب وغيرهم من قراء الحجاز المعروفين، وقد كنت في بداية تعلمي لها أقوم بتقليد هؤلاء المشايخ حتى أصبح لي أسلوبي الخاص وطريقتي الخاصة. منذ متى بدأت حفظ القرآن الكريم، وفي أي سن أتممت حفظه، ومن من المشايخ الذين درست على ايديهم ؟ رحلتي مع حفظ كتاب الله رحلة جميلة بدأت منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية، ولا أنسى أول يوم سجلت فيه في حلقات تحفيظ القرآن الكريم التابعة لجمعية تحفيظ القرآن، فقد امتزجت فيه مشاعر الفرحة بالبدء في حفظ كتاب الله مع مشاعر الدهشة بمنظر الطلاب المتحلقين حول اساتذتهم للحفظ والقراءة. وبفضل من الله تعالى تمكنت من إتمام حفظ كتاب الله وأنا في المرحلة الثانوية، وقد تنقلت خلال هذه الرحلة المباركة وتتلمذت على أيدي العديد من الاساتذة والمشايخ الذين افخر بهم واعتز بهم وادعو لهم كثيرا، فبدءا من الاستاذ الفاضل عبدالعزيز رمضان ومرورا بالشيخ عبدالوهاب حضيري وانتهاء بالشيخ علي جابر رحمه الله الذي درست على يديه القرآن والحديث والعقيدة وقد منحني رحمه الله الثقة الكبرى عندما كان يصلي خلفي مأموما في صلاة التراويح بجامع الهدى بحي الاندلس وذلك تواضع جم منه رحمه الله. متى بدأت الإمامة لصلاة التراويح، وكيف تنظر لهذه المسؤولية مع هذا العدد الكبير الذي يصلي خلفك ؟ بدأت إمامة الناس في صلاة التراويح في عام 1415ه وذلك في مسجد رمضان بالبغدادية الذي مكثت فيه ما يقارب ثلاث سنوات تعلمت فيها الكثير والكثير من الامور المتعلقة بالإمامة والخطابة. حفظت القرآن في سن مبكرة.. ما هي النصائح التي تقدمها للشباب والناشئة للنهل من كتاب الله الكريم ؟ لقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور ان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله شاب نشأ في طاعة الله. وأنا هنا انصح كل الشباب والناشئة بأن يتسابقوا للنهل من كتاب الله بقدر ما يستطيعون وأن لا يفرطوا في ذلك، وان يستغلوا فترة الشباب والفراغ ويسخروها لتغذية ارواحهم وعقولهم من كتاب الله فما بعد الشباب إلا الضعف والانشغال. في نظرك كأحد حفظة القرآن.. ما هي الصفات التي لا بد أن يتحلى بها حامل القرآن ؟ الذي ينبغي ان يكون عليه كل من اكرمه الله تعالى بحفظ كتابه الكريم ينبغي ان يكون حاملا لكل معاني العفة والأدب وحسن الخلق الذي حوته آيات الله من جميع الجوانب، حامل القرآن هو الذي يحمل الخير للناس هو الذي يصلح بينهم إذا اختلفوا، هو الذي يساعد ضعيفهم، ويرحم صغيرهم ويوقر كبيرهم حامل القرآن يحمل بين جنبيه كلام الله الذي انزله على خير خلقه محمد صلى الله عليه وسلم فلذا لا بد له من التحلي بآدابه والالتزام بكل ما جاء فيه فيحفظ حروفه وحدوده.