يقف أطباء وطبيبات وممرضو وممرضات قسم الطوارئ في مستشفى الملك فيصل بالطائف، وقت الإفطار بين روائح البنج والدماء، وصرخات الاستغاثة؛ لتضميد الجراح، بعد أن تركوا أسرهم وأبناءهم على مائدة الإفطار، مكتفين بشربة ماء، وبضع تمرات، لينقذوا جريحا أو يقدموا الرعاية الطبية لمريض. «عكاظ» رصدت العمل الذي يقوم به الأطباء والممرضون، رغم الأعداد الكبيرة التي تتوالى على الطوارئ ..، خاصة قبل الإفطار بدقائق ؛ بسبب المشاجرات، الحوادث، الحروق في المنازل؛ وهو الأمر الذي جعلهم يقضون وقتهم، حتى دقائق الإفطار في خدمة المرضى، يستنشقون روائح الدماء والبنج بعد أن تركوا الراحة والهدوء مع أبنائهم وأسرهم في المنازل من أجل راحة الآخرين. يقول عدد من العاملين في الطوارئ : «العمل الإنساني الذي نقدمه قبل أن يكون عملا ووظيفة هو واجب علينا تقديمه للمرضى وقت الإفطار، أو خلال الدوام الرسمي اليومي، وهذا العمل نرجو أن يكون في موازين حسناتنا، فالابتسامة على شفاه المرضى عند خروجهم من المستشفى تزيل عنا عناء التعب والمشقة طوال اليوم، فبالرغم من ابتعادنا عن أبنائنا وأسرنا، نقف في الطوارئ نستقبل الحوادث والإصابات، فيما يضطر بعض الزملاء إلى تناول التمر والماء وهم يقومون بإجراء الجراحة أو تقديم الرعاية الطبية للمرضى، فالدقائق تسجل للمريض أو ضده، والتدخل الطبي السريع ضرورة ملحة يجب أن يقدمه العاملون في الطوارئ »..